العقل :مرحبا ايها الخائف فينا.
القلب :اهلا ايها الحكيم.
العقل: كيف انت اليوم؟
القلب: مازلت انبض وانت؟
العقل :وانا ايضا مازلت اعمل.
القلب: انت مسكين ايها عقل انت مجرد اداه للتفكير.
العقل: وانت مجرد عضو يخفق لاعيش اذن انت تعمل من اجلي.
القلب:أنا الانسان, انا المشاعر, الالم, السعادة, الأشعار والحب, منذ الاف السنين والناس يكتبون عني وينشدون أغانيهم,, فهل رأيت مظلوما أحب ظالمه او انساناً أحب عدوه؟ انت جامد بدوني عديم الاحساس..
العقل :انا افرق الإنسان عن الحيوان
حوار طويل لايمكن ان ينتهي …
القلب والعقل مثل كفتي الميزان …لو رجحت كفة على الثانية, اختل توازن الانسان و أصبح يرى الأمور بعين واحدة.
في النهاية لا اعتقد انه يوجد أحد يتمنى أن يكون بدون منطق أو ميت الأحاسيس.
ثم من جديد نبدأ ويبدأ الصراع …
حين أبدأ الإبحار بقلمي لكتابة مقالي, هنا يقف قلبي معلنا اعتراضه على كلماتي التي لا تناسبه. فامسحها, اكتب غيرها وأحاول جاهدة الرضوخ له مقنعةً نفسي بأنها ما أريد, لكنني أجد عقلي غاضبا فهذه الكلمات لا تعجبه لأنها غير منطقية بالنسبة له و ليست موضوعاً يريد الخوض فيه. هنا أقف حائرة, فأكتب كلمات وعناوين اكثر منطقية. كل منهما ينظر للأمور بنظرة مختلفة عن نظرة الآخر. القلب يريدها غامرة بالمشاعر أما العقل يريدها محسوبة و حكيمة.
هذا بالطبع هو حياتنا الاجتماعية باختصار شديد. واقع نعيشه, بين تضارب الواجبات الاجتماعية وتلبية الدعوات وقبول ما لا نحبه فقط لأنه عادة اجتماعية لابد من حضورها مهما كانت مشاعرك وأفكارك فقط لتتجنب عبارة “عيب ما يصير”، نهدر الكثير من الأوقات الثمينة فقط للمجاملة على حساب مصالحنا و رغباتنا, متجاهلين حاجتنا. ما الفائدة من دعوة كتلك ومجاملة هنا وهناك وبحقيقة الأمر استثقل قدماي في الذهاب وأتردد في التلبية ,هل أنا مخطئة أم سأسمى متكبرة لا تلبي الدعوات ولا تحضر المناسبات.
لا أعرف هل أنا على صواب أم على خطأ, من يعرفني جيدا سيفهمني ومن يلومني هو حر, فإرضاء الناس غاية لا تدرك.
هذه كلماتي وهذا الواقع والصراع بداخلي ولكنني أعرف أنني هنا أقف خائفة فالعقل والقلب لهم بالمرصاد.
همستي الأخيرة
الذكاء الحقيقي يكمن في كيفية السيطرة على المواقف المختلفة ومزجهما معا –بين القلب والعقل-أي فكر بقلبك واشعر بعقلك, اربط بينهما لتعيش بسلام, توقع الخير دائما وتوكل على الله فهو عالم بالنيات.
* المقال تم نشره في العدد # ٩ من ” الطيور المهاجرة ” الذي تم تداوله وتوزيعه مع جريدة سينداكتون بتاريخ يوم ٢٨ يوليو – تموز ٢٠١٨
Add comment