ما هي الحياة؟ سؤال يطرحه الكثيرون على أنفسهم. ربما الحياة ليست إلا مسافة بين الولادة و الموت؟ وجهة نظر الناس تجاه الحياة تختلف من شخص إل اخر. الممثل يجد معنى الحياة على المسرح, الكاتب يجدها في تأليف الكتب, الشاعر في الكلمات, الطفل في أحضان أهله و الطبيب في انقاذ حياة المريض.
الناس المتفائلة, تجد في الحياة الفرح و الجمال, الناس المتشائمة تتطلع الى الحياة بحزن و مرارة, لكنني انسانة عادية تتطلع للحياة بمزيح من الفرح و الحزن.
حسب رأيي, الحياة هي معلمة لا تتعب, تقوم بتعليم طلابها بشكل مستمر.
الحياة تعلمنا الكثير, كوجوب تقبل الحزن كجزء منها, و طبعأ أن لا نستسلم للخوف و الخسارة.
يجب علينا أن نتعلم كيفية عيش لحظاتنا, لأننا قد لا نكون قادرين على عيشها في الغد. الحياة أشبه بجبل لا ينتهي مليء بالمرتفعات و المنخفضات على طول الطريق. عند عبورنا لهذه المصاعب يجب أن لا نشعر بالاحباط, حيث الشيء المؤكد هو أن الأمور الأفضل ستأتي في المستقبل و الأمور الجميلة نراها عندما نصل الى أعلى القمم. يجب علينا أن نعرف أن السعادة تأتي لهؤلاء الذين يحاربون من أجل الحصول عليها.
يجب علينا ان نتعلم عدم الحكم على الاخرين, باعتبار أن لا احد يعرف حقيقة حياة الاخرين.
توجد في الحياة الكثير من الأمور “الغير حقيقية”, التي لا يمكن أن تعوض الأمور الحقيقية.. هنالك أناس, لا يمكن استبدالهم أبداً, مثل والدك و والدتك. بالتالي, طالما هم موجود علينا اظهار التقدير لهم و في بعض الأحيان أن أن نمسك أيديهم و نتأمل غروب الشمس الخريفي. أو نشرب كوباً من القهوة المرة معهم بجانب المدفأة.
لا يجب علينا أن نخجل من أخطاء حياتنا, لكن عندما يأتي اليوم الذي نعترف به باخطائنا, يجب علينا مناقشتها و محاولة حلها بدون تعصب, على اعتبار أننا اصبحنا أكثر حكمة من قبل.
أن لا يوثر علينا نقد الاخرين لنا, مثل زهرة متفتحة التي تزهر حتى في زوايا الشارع, بدون ان تخاف من “الدعس عليها”.
يجب علينا أن نتعلم المشاركة في الأعمال الجيدة في أي مكان نوجد فيه. أن نساعد على سبيل المثال, شخصاً ضريراً على عبور الشارع, حتى لو كان هذا يعني تأخرنا عن موعد مهم. هكذا ننتصر على الشر و ننصر الخير.
يجب أن نتعلم أن نرفض القمع, حتى لو كان هذا الأمر يعيقنا. أن تأخذ موقفاً أفضل بكثير من أن تتراجع.
فلنؤمن بحرارة المصافحة لتدخل في قلبنا و روحنا, فلنؤمن بالحب و بأعجوبة الله الذي هو معنا دائماً.
يجب علينا أن نعرف بأن حضن الأهل, بعد سفر أسبوع, هو الفرح و البركة, على اعتبار أنه يوماً ما لن يكونوا معنا و سيرافقنا الحزن و الأسى.
ألا يجب علينا تقبيل أيادي أهلنا, حتى و لو لمرة واحدة؟
لماذا دائما أفكر في المستقبل عوضاً عن الحاضر؟
لماذا أخاف من الخسارات؟
لماذا أعطيت كل هذه الأهمية لأقوال الاخرين؟
لماذا, لماذا, لماذا كل هذه الأسئلة؟
الكثير من الأسئلة بدون أجوبة, كثقل على كتفي.
بالتالي يجب علينا أن نعيش في الحاضر, أن نستمتع بما نملك و أن نحاول الحصول على ما نتمناه.
منذ سنوات قرأت جملة في أحد الكتب, كل يوم أفهم هذه الجملة بشكل أكبر: أن تسقط بدون أن تنهض, هذا خيارك الشخصي”. لا تترك اتخاذ خياراتك للصدف”
في النهاية, جميعنا يجب علينا أن ننظر إلى أنفسنا كمراقبين و أن نشكك في الشيء الذي ننظر اليه, هل هو قادم من محض أفكارنا أم لا؟
Add comment