منذ اليوم الأول الذي أتينا فيه الى أوروبا, اعتقدنا بأنهم سيحلون لنا كل مشاكلنا. لكن, بعد وقت قصير لاحظنا أننا كلما تواصلنا كلما وجدنا صعوبات أكثر, و ذلك فيما يخص شخصيتنا, ديننا, ثقافتنا, سلوكنا الاجتماعي و مفاهيمنا.
على سبيل المثال, عندما تواجدنا جميعنا في صف دراسي لأول مرة, كنا نتوقع أن نكون متضامنين فيما بيننا, و أن نتطلع جميعنا الى مستقبلنا و مستقبل مجتمعنا, بهدف ايجاد الحلول لمشاكلنا. لكن على العكس, لاحظنا أن الصبيان كانوا يسخرون من الفتيات أثناء الحصة الدراسية. أيضاً, البعض كان يعتقد بأنه يمتلك الحق من السخرية من الفتيات و من معلمة الصف أيضاً. و كأنهم يظنون بأنهم يزيدون من قيمتهم أو يحصلون على أهمية أكبر عندما يقومون بهذه الأفعال, لكن الأمر ليس كذلك.
أحد الأمور التي تميزنا نحن الأفغان, هي اعتقادنا أنه بوصولنا إلى أوروبا سنحصل على حرية غير محدودة.
البعض الاخر, و نقولها مع الأسف, بوصلهم إلى أوروبا يضطرون الى تجاوز العديد من الحدود مثل اجبار النساء على العمل في مجال المتعة, التخلي عن الزوجات و الأطفال. تغيير الدين و غيرها.
العديد من النساء يتم الضحك عليهم من قبل بعض الرجال الأنيقين, فيتركون أزواجهم و أطفالهم و يدخلون في علاقة مع شركاء أصغر منهم في العمر, ظناً منهم بأنهن سيعشن حياة أفضل.
احدى أكبر المصاعب التي تحزننا و تسبب الكابة لمحيطنا, هي عندما يبدأ الناس بالتدخل بالحياة الشخصية للفتيات. لكن لا أحد قد “أعطاهم” هكذا حق. على سبيل المثال, بعض الفتيات يتمنين أن يلبسن ملابساً فاخرة و أن يضعن المكياج, أن يتم الترحيب بهن أو أن يذهبن في جولة ما. حينها تبدأ الصعوبات. لماذا؟ الأمر بسيط جداً! في حال تمت رؤيتهن مع الكثيرين, فورأ يبدأ الناس بالكلام السيء عنهن و بجرحهن عاطفياً. دائماً ما أتسائل “لماذا” في داخليز لماذا لا نمتلك الحق في تقرير مستقبلنا؟ لماذا دائماً ما نعامل الفتيات و النساء كملكية؟
على الأغلب, لأننا جميعنا من “لابسي الأقنعة”, بدون أن نعرف حتى حجم القناع الذي نلبسه. لا نعرف ما هو الجيد و ما هو السيء, لكننا نتكلم بسهولة.
نتمنى, مثل جميع الأطفال في العالم أن نتعلم, أن نكبر و نبني حياتنا, أن نكون فخراً لوطننا و عائلتنا.,, أود لو كنا نتمنى للاخرين ما نتناه لأنفسنا و أن لا نقارن أنفسنا بالاخرين. أريد أن أطلب من العائلات أن لا تضغط كثيراً على أبنائها و أن تتعاون معهم. من المؤكد أنه كلما زاد ضغط الأهل على أولادهم و نقدهم لأولادهم كلما ثبطوا من شجاعتهم, عوضاً عن تشجيعهم للتعرف على أناس جديدة لا يعرفونها, يبقون في محيطهم المألوف, مما يؤدي الى مواجهتهم بعض المشاكل في المستقبل في التعاون مع الأشخاص الغريبين, و هو أمر قد يسبب نوعاً من الضرر لحياتهم.
رغم كل هذا, سنبقى أفغانيات فخورات بانتمائنا. نتمنى مستقبلاً باهراً لنا و لجميع من في عمرنا. نتمنى أن يأتي اليوم الذي يعيش فيه أبناء وطننا في ظروف هادئة و امنة بدون أي مشاكل أو متاعب.
Add comment