للمرة الاولى يتعاون ثلاث صحفيين شبان, نذهب لمقابلة “وجهة نظر”, و هي إحدى أفضل المجموعات الفنية في أثينا. هذه المجموعة المتعددة الأوجه و الأشكال بدأت نشاطاتها في عام 2007 تحت إشراف إمرأة من لندن. في البداية كانت المجموعة تتألف من شخصين فقط, لكن مشاركة المتطوعين شجعت و سوقت لنشاطاتها.
أول معرض لهذه المجموعة تمت إقامته في أحد المقاهي في ساحة موناستيراكي. العرض الأول الناجح لهذه المجموعة جذب بسرعة كبيرة فنانية اخرين. مع توسيع نشاطات هذه المجموعة, تولدت الحاجة للحصول على مكان أكبر, حتى يستطيعون القيام بنشاطاتهم بحرية أكبر داخل الستوديو بهدف تسهيل الأعمال و العروض و دعمها بشكل أفضل.
في النهاية قرروا توقيع عقد اجار أحد الأماكن الجيدة و الرخيصة نسبياً مستعلين منشأت منظمة COMMUNITISM, ليبدئوا السير على طريقهم الخاص, كستوديو. يتمنى الجميع أن يجد في هذا المكان طريقة لتوجيه نزعاتهم الفنية و بنفس الوقت يشعرون بالراحة لعرض فنهم في هذا المكان.
بعد شهرين من الأعمال الشاقة و المحاولات الدئوبة, في النهاية نجحت المجموعة في تجهيز عرضها الثاني بعد 5 أشهر من العرض الأول.
مجموعة “perspective” دائماً ما كانت تلاقي النجاح في طريقها, تجذب الناس إليها, عضوان من صحيفتنا أصبحوا أعضائاً فيها أيضاً. مجموعة “perspective” وسعت مجالات تعاونها لدرجة أن نشاطاتها الحالية يتم عرضها في خارج اليونان أيضاً.
الايراني ميهرداد هو احد أقدم الأعضاء في الصحيفة: “عندما كنت ما زلت في مخيم مالاكاسا, كنت أرسم حتى يمر الوقت بشكل أسرع, عندها اكتشفتني منسقة المجموعة اللندنية و أصبحت عضواً في المجموعة”
مهرداد بدأ بالرسم مستخدماً قلم الرصاص, الان استخدم أقلاما اخرى بالإضافة الى العديد من تقنيات الرسم الأخرى. يقولون بأن الرسم يساعدك على الهدوء و يسمح لك برؤية المصاعب و العوائق بطريقة واضحة, و أن تتأقلم مع مشاكلك النفسية أيضاً. بسبب كونه لاجئاً, دائماً ما يترك أثرأ متعلقاً باللجوء في اعماله.
فايل من سوريا, أو كما يٌعرف باسم “ليف”, ينشط بشكل مباشر, عبر استخدامه للعديد من الألوان كطريقة للتعبير عن نفسه. هو يؤمن بأن الفن ليس بإمكانه تغيير العالم, لكنه بإمكانه إضافة لون عليه, أن يشجع الأفكار الجديدة, أن يوقظ الضمائر النائمة على اعتبار بان الفن يعتبر وسيلة و ليس هدفاً بحد ذاته. الفن بإمكانه التعبير عن ظروف و حالات اللجوء, كما بإمكانه تصوير الأمور التي لا يقدر اللاجئون على التحدث عنها.
ارفين هو عضو قديم في هذه المجموعة, يقول بأنه عندما أتى إلى المجموعة, كانت تتألف من 5 أعضاء فقط, الان عدد أعضائها يزيد عن 50 عضو. يقول بإنه يعشق التجسيد الإظهاري, عبر الصور, لظروف معيشة ا للاجئين خصوصاً النساء منهم و الأطفال, حيث التعابير تكون أكثر شدة.
جميل, هو عضو اخر في المجموعة, تواصلت المجموعة معه عبر أشخاص اخرين كانوا يعرفونه. يقوم بممارسة الرسم منذ 10 أشهر و أغلب ما تعلمه كان عبر هذه المجموعة. حسب رأيي, كل فنان بإمكانه التعبير عن نفسه عبر أعماله فقط, أن يصور الصعوبات, الالام, المشاعر و كل شيئ لا يمكن التعبير عنه بالكلمات.
هؤلاء هم البعض من أعضاء المجموعة, لكن للأسف مشاركة النساء تبقى ضعيفة في المجموعة,و هو أمر لا يصب في مصلحة مجموعة جيدة كهذه تضم العديد من الأشخاص من مختلف الجنسيات.
عبر تحدثنا إلى أعضاء المجموعة, تعلمنا بأن الفن يعبتر فعلاً وسيلة رائعة للتعبير عن الأفكار, المشاعر, المبادئ, القيم, و الميول لكل فنان, حيث يستعلمه كل فنان ليظهر ابداعه للعالم.
سواء كان العمل الفني يعتبر طريقة تعبير لاحد اللاجئين, أو منتج خيالي لأحد الفنانين, كل شيء, كل شيء يعتبر طريقاً, يعتبر وسيلة للتعبير, و هو الأمر الذي يجعل النشاطات المتعددة لهذه المجموعة فريدة من نوعها.
Add comment