الحياة في المخيم غيرت من شخصيتي. كأنني كرهت نفسي, كرهت الأنا, كرهت الأمور التي أريدها. إنها شخصية جديدة تهتم بالاخرين و بمشاكلهم. الان قررت أن أتكلم عن شخصيتي الجديدة, حتى ترون كيف أن الظروف تغير من شخصية الناس.
عندما استيقظ صباحاً و تضربني الشمس الحارة طوال اليوم, لا شيء قادر على تخريب هدوئي. هذا هو “الأنا” الجديد الخاص بي الذي تشكل خلال الفترة الأخيرة التي كنت فيها لاجئة.
شخصية جديدة و رغم المشاكل و الصعوبات, تتحرك, تتنفس, تصر أن “تسكب” كأس الاستحمال و الصبر. لسوء الحظ هذه الشخصية هي غير ثابتة بعض الشيء.
كلما اقترب الليل, كلما بدأت هذه الشخصية الجديدة بالتصدع, كلما بدأ الظلام بالحلول كلما ظهرت أكثر هذه التصدعات. عندما الظلام يحل على المخيم, عندها تخرج شخصيتي القديمة الخائفة, القلقة الى الضوء, تخرج لكي تركعني و لكي ترفع من دقات قلبي.
الهدوء الذي أحصل عليه خلال اليوم يهدئ من روعي, يعيدني إلى هناك, يعيدني لاطلب بيتي, هذا البيت الذي لم يعد موجوداً بعد الان. بيتي حالياً مصنوع من القماش.
أعود مجدداً. أكتب أحلامي على ورقة و بعدها أنظر إلى الابتسامة, و كأنه من لحظة إلى أخرى ستنتعش هذه الأيام مجدداً, كل هذه الأيام لا أجلبها إلى عقلي, ولا لأحلامي ولا لامالي…
أغلق عيوني مفكرة في الصباح المقبل, كأنني قد تعايشت من شخصيتي الجديدة في الشهور الأخيرة, كأنني قد بنيت شخصاً أكثر قابلية للتحمل و الصبر في داخلي, حتى جبل من المشاكل غير قادر على اركاعه.,
شخصيتي الجديدة لونت العالم. شخصيتي الجديدة لا تشفق على حذاء ساندريلا الضائع, لا تحزن و لا تحلم ببيت كامل.
شخصيتي لا تحزن في هذه الأيام على زوج من الأحذية التي كنت سأرغب في اعطائها لطفل حاف الأقدام. شخصيتي الجديدة هادئة في الفترة الصباحية. الأيام جميلة و محببة, صلوا لياليي.
امين
—-
* هذا النص كتبته مهدية خلال فترة اقامتها بمخيم سخيستو. منذ بداية عام 2018, تعيش مهدية في منزل في وسط أثينا, بينما الظروف المعيشية في مخيم سخيستو تحسنت و تم استبدال الخيم بالكرفنات.
Add comment