يقدم لنا فيروس الكورونا دروسًا روحية وأخلاقية ، كنا قد نسيناها منذ فترة طويلة . تعلمنا المساواة ، حيث أن جميع الناس متساوون أمامه ، بغض النظر عن اختلافهم من حيث نمط الحياة والثقافة والدين والثروة واللون والأصل .
يُعلمنا فيروس الكورونا أن الحدود يمكن أن تكون ببساطة باب غرفتك ، عندما لا يُسمح لك بالخروج منها ، حتى لو كان ذلك ضروريًا . ممنوع عليك عبور هذا الباب .
يُعلمنا فيروس الكورونا أنه يمكن عبور الحدود بدون جواز سفر . هذه الوثيقة ، التي تم حرماننا منا لسنوات ، لا قيمة لها الآن. يمكن للفيروس عبور الحدود دون وثائق التصديق .
يُعلمنا فيروس الكورونا كيف كان الناس اغبياء ، حيث انهم اعتبروا ان السلع الأساسية التي كان يفتقر إليها ملايين الناس دائمًا هي : الطعام والمياه والرعاية الطبية .
يُعلمنا فيروس الكورونا انه يجب ان يشعروا بالخجل أولئك الاشخاض المليئين بالجشع والأنانية والغطرسة. الطريقة الوحيدة للبقاء على قيد الحياة هي مساعدة الآخرين ومشاركتهم والتعاون معهم ورعايتهم .
يُعلمنا فيروس الكورونا أن كل شخص يمكن أن يكون في مكان أولئك الاشخاص الذين ينتظرون لسنوات طويلة لكي يقرر الآخرون ما سوف يصير في حياتهم دون معرفة مصيرهم .
يُعلمنا فيروس الكورونا الصبر بدلاً من الذعر – حيث اختار الكثيرون أن يتحملوا الصبر لسنوات ، لانهم كانوا على علم أن الذعر سيسبب لهم المزيد من الألم .
يُعلمنا فيروس الكورونا أن الحياة يمكن أن تفقد معناها عندما تضطر للعيش بدون غرض أو هدف – أو في السجن .
يُعلمنا فيروس الكورونا أنه بدون حرية التواصل ، تكون حياة الاشخاص عباره عن سجن .
يُعلمنا فيروس الكورونا أنه لا يوجد شيء يمكن أن نعتبره ملكية وحيدة وخاصة فقط لأي شخص . يجب علينا أن نتعاون وان نتشارك مع ألآخرين حتى في الامور التي تتعلق بجسمنا على اساس انه ان انا مرضت لا استطيع ان اقول هذا جسدي وهو ملكي فيجب علي ان احمي نفسي وفي نفس الوقت احمي الاخرين .
يُعلمنا فيروس الكورونا أن جميع الناس ضعفاء .
يُعلمنا فيروس الكورونا أن مرضي هو مرضك أيضًا ، لأنه يمكن ان تصاب انت بنفس المرض غدًا . لهذا السبب يجب علينا أن نكون مسؤولين ليس فقط عن أنفسنا ، ولكن أيضا عن الآخرين .
يُعلمنا فيروس الكورونا حياة اللاجئين : ما يعنيه أن تكون ضعيفًا ، مهملاً ومتروكاً ، حيًا ولكن مخفيًا ، حرًا ولكن في السجن ، تعيش بآلاف الأفكار ولكن مجبرًا على الصمت . فقط باقي على قيد الحياة بدون وعد الحياة الحقيقية خلف الحدود.
اليوم ، يتعلم الجميع معنى الحدود التي تهدد الحياة ، حيث أصبحت الغرفة أو المنزل بلنسبة للجميع حدودًا يتعذر الخروج منها .
إذا كنت قد فقدت حياتك الطبيعية ، فاعلم أننا نعيش في ظروف غير طبيعية لفترة طويلة . إذا كانت مدارس أطفالك مغلقة الان ، فاعلم أن أطفالنا ليس لديهم مدارس أو توقعات لمستقبلهم . مدارسهم مغلقة وتم تدميرها منذ عقود .
قد تعتقد أنك بعيد عن الواقع الذي يعيشة اللاجئين . ولكن اعلم أنه الان قد تم إجبارك على البقاء ببساطة في حالة من ، الإهمال ، وبحاجة إلى اللجوء . حتى الآن ، كافحنا نحن اللاجئون روحيا مع الظروف غير العادية لحياتنا . لكن هذا الفيروس يتطلب أكثر منا . كيف نحارب هذا العدو الجديد ؟ كيف يمكننا البقاء في المنزل اذا لم يكن لدينا منزل ؟
التوجيه هو ” اتباع القواعد الصحية !” هذه الكلمات ليس لها معنى في الظروف التي نعيش فيها . ليس لدينا حتى ماء للشرب. فكيف يمكننا غسل أيدينا باستمرار كما يطلبون منا ؟ أول ضحايا الفيروس هم أطفالنا ( ليس “الأطفال اللاجئون” ، وليس “الأطفال المهاجرون” ، فقط الأطفال عامة ) . يعيشون بالقرب من القمامة والصرف الصحي والبيئة الملوثة . لن نتمكن أبداً من الحفاظ على المسافة الازمة بين بعضنا البعض التي يوصون بها ، لأننا كثيرون ! نحن متصلون مثل حلقات السلسلة .
وأخيرًا ، يُعلمنا فيروس الكورونا أن غرفة واحدة كافية للشعور بالأمان . قم بإيواء شخص آخر وعلم معنى الحياة !
يرى الكثيرون أن فيروس الكورونا انه مرض خظير ، ولكن إذا فكرنا فيه أعمق قليلاً ، فيمكننا أيضًا رؤيته على أنه درس مهم .
Add comment