سخيديا آرت: تتعلق بالفن وإعادة التدوير

أن تستعمل الورق لخلق أشياء جديدة مختلفة قد يظهر كشيء معقد لكنه في الحقيقة بسيط جدا. اكتشفت ذلك حين زرت “سخيديا آرت”، وهو مكان في وسط أثينا حيث يتم تصنيع أشياء كثيرة مفيدة مثل اللمبات وحقائب التسوق وساعات الحائط والمجوهرات وغيرها من الأغراض الهائلة، من نسخ مجلة الطريق “سخيديا” الغير مباعة. إذا كان لديكم ما يكفي من الثقة بالنفس، بإمكانكم أن تفعلوا نفس الشيء مستعملين أي شيء، من أوراق التغليف القديمة إلى المجلات والجرائد. 

لكن قبل أن نستمر، يجب أن نتكلم أكثر عن مجلة الطريق هذه. “سخيديا” مجلة شهرية تحتوي على المقالات والرسوم وبالطبع المواضيع السياسية. لن تجدوها في كشك الجرائد حيث أنها تصدر لدعم من هم بلا مأوى ولا عمل والمسنين. تباع المجلة في أماكن مختلفة في المدينة، بأثينا وثسالونيكي، وأيضا خارج المترو وفي أماكن أخرى يكثر فيها الناس. من السهل أن تتعرف علي المروجين بفضل السترة الحمراء التي يرتدونها. 

كافة النسخ الغير مباعة تستعلمها مجموعة “سخيديا آرت”. النظام الاعتيادي المتبع للمنشورات هو إعادة تدوير الأعداد الغير مباعة، من خلال شركات متخصصة في إعادة تدوير الورق. على المستوى الوطني، إدارة النفايات البديلة تعتمد على الخطوات التالية: تفادي إنتاج النفايات، إعادة الاستعمال، إعادة التدوير، المواد المعادة الاستعمال ومصادر الطاقة المستجدة والحل الأخير: مكب النفايات. هدف “سخيديا آرت” هو تفادي التبذير في الورق والحد من تأثيره البيئي، مع خلق فرص اجتماعية. 

قد تفكروا: ما علاقة إعادة التدوير بالفن؟ الأعداد الغير مباعة من مجلة الطريق “سخيديا” تجمع في معمل “سخيديا آرت”، حيث تبدأ عملية إعادة استخدامها. رأيت بنفسي كيف يمكنك أن تنتج نوع من طين الورق لتصنع منه الساعات والمجوهرات وغيرها. قد يتطلب الوقت لكنه مسل جدا. وأفضل ما هناك أن كل المواد المستعملة هي مواد بيئية غير كيميائية وغير بلاستيكية. 

ما يجعل هذا المشروع مميزا هو أن كل الأغراض يصنعها أشخاص ينتمون إلى شبكة باعة المجلة. هم ينتجون تلك الأغراض بنفسهم ويبيعونها ليكون لهم دخل لائق.

“سخيديا آرت” مشروع تلتقي فيه المحبة والتضامن الاجتماعي والتربية والمشاركة والاندماج الاجتماعي والخلق والفكر  التجاري الاجتماعي والابتكار والحساسية البيئية. لذلك، نعم، تطوعت وقدمت إلى “سخيديا آرت” بعد زيارتي إلى “سخيديا هوم”، القهوة حيث يعرضون فيها كل إبداعاتهم!