دائماً ما أحببت الليل. أحببت النجوم التي تضيء السماء خلال الليل. لكن منذ أن أصبحت لاجئة تعيش في معسكر اللاجئين, الليالي لم تعد بهذا الجمال. جمال الليالي أصبح متعلقاً بحالة كل واحد منا.
أحببت الليل, منذ أن أحسست بالسلام و الأمان في منزلي, منذ كنت استلقي في فراشي الدافئ و أراقب السماء من شباك صغير. لكن الان, أنظر الى السماء من خلال شبك يغطي شباكاً صغيراً بقلق و خوف, و رعب يتخلل في أعماقي مع نزول الليل.
لا أرى شيئا جميلاً في الليالي هذه الأيام. النجوم لا تلمع, لا تشعل و لا تطفئ. تبدو كأنها حزينة و هادئة.
عندما يحل الليل, أغرق في وحدتي كشخص تائه في صحراء ليس لها نهاية. أصرخ المساعدة لكن لا أحد يسمعني. في الصيف المنصرم, عشت أطول و أحر و أصعب الليالي في حياتي.
مع غرق الليل في الظلام. هدوء ثقيل يرعبني. يغطي المكان الذي يحاوطني. صفير البومة يزيد من خوفي بشكل متزايد. في ثقافتنا, البومة تعتبر فألاً. الريح تهب بدون رحمة كأنها تريد أن تأخذنا بعيداً عن ملجأنا الوحيد. كل شيئ في غاية العتمة, كأن المكان مقبرة مليئة بالتوابيت. أحس كأنني أًحرقت حيةً في هذا المكان الصغير حيث ليس بإمكاني حتى التنفس.
في فترة ما كنت أحب الليالي الممطرة, كنت أستمتع بالمشي تحت المطر لكن هذا لا يعجبني الان. في السابق, كنت أعرف أنه بعد المشي تحت المطر كان فراشي الدافئ و كوب الشاي الساخن بانتظاري. الان الليالي تمر علي و أنا أفكر فقط بالأمل الذي سيجلبه لي الغد.
أتأمل أن أتمكن مجدداً من التمتع بليالي الصيف, أتمنى أن أحصل في يوم من الأيام على ملجأ يحميني, بيت من حجارة و ليس من أقمشة تهتز باستمرار و تخيفني, أتمنى في أحد الأيام أن أتذكر كل تلك الليالي المخيفة و أن أمسح مرارة هذه الذكريات, بكأس شاي حلو ساخن.
Add comment