نحن جميعًا ننتمي إلى مجتمعات وديانات ومجموعات وثقافات مختلفة . يأتي البعض منا من دول مختلفة . كل ثقافة لها قواعدها واعرافها غير المكتوبة . لكن في بلدي ، أفغانستان ، كل شيء يعمل بشكل مختلف. على سبيل المثال ، المنظمات او الحركات التي تطالب بحقوق المرأة غير موجودة . لا يحق للمرأة أن تتحدى الرجل ! إذا حاول رجل دعم حقوق المرأة ، يتساءل المجتمع على الفور عن جنسه ويصفه بأنه مثلي الجنس . بسبب هذا المجتمع ضيق الأفق ، غادر العديد من الأفغان البلاد وذهبوا عبر بوابات أوروبا من أجل حياة أفضل . لقد غيروا البلد ، ولكن ماذا حدث لأفكارهم وعقولهم ؟ هل ما زالوا على حالهم يحملون نفس تلك الافكار بداخلهم ؟ نعم ! لأنهم نشأوا في هذه المجتمعات حيث يتعلم الأولاد أن النساء ينتمين إلى المطبخ . أعتقد أن الوقت قد حان للقول إننا هنا الان في أوروبا . هنا ، لدينا جميعًا الحق في الإيمان بما نريد ، أن يكون لدينا دين أو نغييره إذا أردنا ، أن نتمتع بالمساواة بين الجنسين .
دائما الرجال يشاركون ويعتبرون جزءًا من الحركات النسائية ، لكن من ناحية أخرى ، ما زالوا يهيمنون على مواقع السلطة. كما يتضح في الفترة الاخيرة عن وجود عدد من حالات سوء المعاملة للنساء ، يؤثر سلوك بعض الرجال بشكل كبير على وظائف النساء ونجاحهن وحياتهن . لقد شاهدت مؤخرًا العديد من السلوكيات المسيئة والاعتداءات داخل هيكل الاستضافة ، حيث كنا في الحجر الصحي لمدة أربعة أسابيع . تحدثت مع بعض الرجال عن الوضع وكانت إجاباتهم مخيبة للآمال . يتفق غالبية الرجال في مجتمعنا على أن المساواة بين الجنسين غير ممكنة ما لم يتدخلوا هم أنفسهم ويدعمون حقوق المرأة . ما لا يعرفونه هو أن لا شيء يدوم إلى الأبد .
في سبتمبر 2019 ، كنت أستعد للمشاركة في مسيرة احتجاجية في أثينا على وفاة جاك كوستوبولوس ، والتي كان يدعوا Justice for Zak / Zackie, اليها عندما سألني زوج وزوجتة من الشباب ألافغان عما يجري . شرحت لهم بالضبط ما حدث في عام 2018 ، لقد أظهروا الكثير من الاهتمام وساعدوني على الوصول الى المسيرة . كل ما تحتاجه هو مجرد شرح بسيط . شعبنا لا يعرف أن لديه حقوقًا ، حقوق إنسان . هم عادة يخشون القيام بأي خطوة . لدينا جميعًا الحق في مقابلة أصدقائنا والعمل معًا بسلام من أجل حقوقنا . لا أحد يستطيع أن يجبرنا على الانضمام إلى فريق او الى مجموعة معينة إذا كنا لا نريد ذلك . لدينا الحق في أن نقرر بأنفسنا ، وأن نفكر فيما نريد ، وأن نقول ما نفكر فيه وأن نشارك بأفكارنا مع الآخرين . أعتقد أن جميع الناس في مجتمعي وبلدي مستعدون لمعرفة من كان جاك كوستوبولوس !
كان جاك يونانيًا من المثليين + ناشطًا وكذلك كان مصابًا بفيروس نقص المناعة البشرية ، ومتطوعًا في منظمة (الصوت الايجابي) وكاتب لعدة مقالات عن حقوق الإنسان في الصحف والمجلات المطبوعة وعلى “Θετική Φωνή” الإنترنت. وكان أيضًا رئيسًا لمجتمع المثليين في اليونان ، وكذلك مرشحًا لعضوية المجلس البلدي في الانتخابات البلدية لعام 2014 . في السنوات الأخيرة شارك في عروض فنية بملايس ومكياج نسائي في أثينا بشخصية جاكي أوه .
في أفغانستان ، الرجل الذي يرتدي الأقراط (الحلق) في اذنة تعتبر من المحرمات . الرجل الذي يرتدي ملابس نسائية ويؤدي عرض أمام الجمهور هذا لا يعتبروه موهبة أو ترفيه . هذا ممنوع . أسرة الابن ستقوم بطرده وحرمانه من الميراث أو يقوم الناس برجمه حتى الموت . إنهم لا يولدون بالكره للمثليين ، بل يتعلمون كراهية المثلية .
لكن ما حدث لجاك كوستوبولوس كان بالضبط ما يحدث في أفغانستان . لقد تعرض للضرب البشع حتى الموت في بلد أوروبية ، في بلد حر حيث لدينا حقوق الإنسان . نعم ، لدينا حقوقًا مفترضة هنا. لهذا السبب يتجمع الآلاف كل عام للمطالبة بالعدالة لجاك كوستوبولوس . كما يؤكد هذا الاشخاص الذين عرفوه ، لا يزال وجوده محسوسًا ويبدو وكأنه صيف لا نهاية له . واجهت حياته تحديات وربما لم تكن لديه علاقات جيدة مع الجميع ، لكنه عاش الحياة على أكمل وجه وعندما غادر هذا العالم في 21 سبتمبر 2018 ، أغمض عينيه إلى الأبد في مكان اعتبره وطنًا ، في أثينا .
Add comment