تقنيات جديدة ومنتجات وأدوات ومعامل وخطوط إنتاج. إنجازات من شأنها تطور عالمنا المستمر. لكن من أين أتى كل هذا؟ أين كانت بداية كل تلك الإنجازات المذهلة؟ هل يا ترى كل هذا لصالحنا؟
بنظرة بسيطة على البيئة المحيطة وعلى نمط الحياة المتغير باستمرار، منذ القدم وإلى تاريخنا هذا، يمكننا أن نلاحظ أنه كلما ازدادت الفوائد، ازدادت أيضا سلبيات التكنولوجيا والصناعة المتقدمة على حياتنا اليومية. كل تلك الإنجازات بدأت من أحد أهم الأحداث في التاريخ، الثورة الصناعية. لكن ما هي الثورة الصناعية؟
الثورة الصناعية والمعروفة أيضا بالثورة الصناعية الأولى، هي تغيير هام جدا في الإنتاج والزراعة والنقليات بداء ما بين سنة 1760 والعقود 1820-1840. في البداية ظهر هذا التغيير في إنجلترا ومن ثم امتد إىل باقي أوروبا وأمريكا وهي تعتبر ثورة لأنها استبدلت الوسائل اليدوية للإنتاج بالآلات. أهم التطورات في تلك الفترة هي تطوير مواد كيميائية جديدة ووسائل إنتاج الحديد الجديدة وزيادة استعمال البخار والماء وتصنيع آلات وأدوات جديدة وظهور المعامل الآلية الأولى. رمز الثورة الصناعية الأولى هو المحرك البخاري.
الثورة الصناعية الثانية والمعروفة بالثورة التكنولوجية هي مرحلة في الثورة الصناعية التي بدأت في أواخر القرن التاسع عشر. بداية التطور التكنولوجي كانت مع ظهور مصادر الطاقة الجديدة مثل الكهرباء والغاز الطبيعي والنفط التي كانت الحل البديل للمحركات وأجهزة الاحتراق.
الثورة الصناعية الثالثة والمعروفة بالثورة الرقمية بدأت في 1969. كانت عهد جديد في تطور التكنولوجيات الكهربائية والميكانيكية بسبب تحول التكنولوجيا من تناظرية إلى رقمية. هذه الثورة أسفرت عن النظم الإلكترونية مع الترانزيستور والمعالج الدقيق (ميكروبروسيسور) لكن أيضا عن بداية الاتصالات السلكية واللاسلكية والحاسوب الإلكتروني. هذه التكنولوجيات الجديدة أدت إلى إنتاج مواد غير مألوفة شرعت أبواب جديدة للعلم وعلى الأخص للبحوث الفضائية والتكنولوجيا الإحيائية.
أما الثورة الصناعية الرابعة فهي تنكشف أمام أعيننا. بدأت في أوائل القرن الواحد والعشرين مع انتشار استعمال الإنترنت. هي الثورة الصناعية الأولى التي تعتمد على ظاهرة التكنولوجيا الجديدة أي الرقمنة وليس على ظهور نوع جديد من الطاقة. الرقمنة تمنحنا إمكانية بناء عالم صوري جديد نستطيع من خلاله أن نتنقل في العالم الطبيعي. في هذه الفترة ظهرت أيضا تكنولوجيات جديدة في قطاعات مختلفة من الروبوتيات والذكاء الاصطناعي والـBlockchain والنانوتكنولوجيا والمعالجة الكمومية والتكنولوجيا الأحيائية وIoT والمركبات دون سائق. هي ثورة حقيقية في كافة قطاعات الإنتاج والإدارة والحكم في كل صناعة وفي كل دولة.
الثورات الصناعية المتتالية أدت إلى تغيير جذري بالأرض والإنسانية. مع كل تلك التكنولوجيات هناك دائما الكثير من المصالح والمؤثرات. هناك وقع على البيئة مثل التغيير الحراري وأيضا على طريق عيش الناس. التغييرات أدت إلى تقدم المجتمع الإنساني وأعطتنا وعود كثيرة بغد أفضل وحياة أسهل.
كانت الثورات الصناعية من أهم الأحداث للإنسانية في مختلف الحقبات. التقدم الهام الذي سجل في كل مراحل الثورة الصناعية وأيضا من أهمها كان في قطاع التكنولوجيا الحديثة. التكنولوجيا سهلت وسرعت كل المعاملات في حياة الإنسان. الأشخاص المعاصرين هم أول من عليه أن يواجه هذا الحجم من المعلومات والمعرفة. التحدي لكل جيل هو أن يتعرف على التكنولوجيا بحيث ينشئ أدوات جديدة للأجيال الآتية.
لكن، نحن كإنسان، يجدر بنا أن نجيب على بعض الأسئلة: هل المحاولات والإنجازات كلها تمت لكي نسهل حياتنا أو لكي نسيطر على البيئة وعلى القوى الطبيعية؟ هل الغرض هو أن نكتسب قوة وسلطة أكبر على الغير أو أن نبني سلاح قوي يساعد الإنسان أن يسود على العالم؟ ما رأيكم؟
Add comment