في هذا الجزء من “الطيور المهاجرة” نركز على الانتخابات. أرسلنا في شهر نيسان رسالة إلى المرشحين للبرلمان الأوروبي تحتوي على أسئلتنا بشأن أوروبا وقيمها، أهمية الديمقراطية والمساواة، الحرب في الشرق الأوسط واندماجنا في المجتمع اليوناني. هذه أجوبتهم.
عزيزي/عزيزتي المرشح/المرشحة،
نحن الصحفيون الشباب، فريق من الصبيان والبنات المراهقين من أفغانستان وسوريا وإيران وباكستان والكويت وتشاد وبنغلادش واليونان، نصدر جريدتنا المتعددة اللغات “الطيور المهاجرة”. وقد نشرنا حتى تاريخنا هذا 12 عدد والعدد المقبل يتزامن مع الانتخابات الأوروبية في شهر أيار. نحن كصحفيين شباب يساهمون بشكل فعال في الحوار العام مع المجتمعات التي تستضيفنا، حضرنا بعض الأسئلة لنوجهها إليكم. سوف ننشر ردكم في العدد الثالث عشر من جريدتنا، مع غيرها من المقالات المخصصة للانتخابات ومساهمتنا واندماجنا في المجتمعات الجديدة.
- وفقا لموقع الاتحاد الأوروبي الرسمي، كافة الدول الأعضاء في الاتحاد تشارك نفس القيم والأهداف في موضوع احترام كرامة الإنسان وحقوقه والحرية والديمقراطية والمساواة وقواعد القانون. لماذا إذا نجد أن بعض الدول لديها قواعد وأنظمة مختلفة بشأن استقبال اللاجئين أو احترام الديانات والقناعات الأخرى؟
- اللاجئين والمهاجرين لا يحق لهم التصويت في الانتخابات بالرغم من أنهم يعيشون في دول أوروبية. ما هي خطتكم لتساعدوهم على المساهمة الفعالة في المجتمع ولسماع صوتهم في الشؤون التي تؤثر على حياتهم؟
- الكثير من الدول الأوروبية تشارك في حروب تجبر الناس على الرحيل من بلادهم. كيف يجب أن تكون برأيكم السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي بشأن الدول التي تعيش الحرب؟ وأيضا ماذا يحدث مع الدول التي ليست بحالة حرب ولكنها تشكل خطرا على مواطنيها، مثل أفغانستان والعراق، حيث تحدث يوميا أعمال إرهابية؟
- ما هي سياسة الاتحاد الأوروبي بشان اللاجئين الذين سوف يبقوا هنا؟ كيف ترون تعليمهم واندماجهم في مجتمعهم الجديد ودخولهم سوق العمل؟
نشكركم جزيلا
مجموعة الصحافيين الشباب
كينال، إيدا جيمي
- بعض الدول الأوروبية (على سبيل المثال هنجاريا وبولونيا) التي تحكمها حكومات يمينية شعبوية، لديها خطاب قومي معاد للهجرة وخاصة فيما يتعلق بنظام الهجرة الكمي للاتحاد الأوروبي. برأي تلك الدول، فرض النسب ضرب أسس السيادة الوطنية بحد ذاتها. وبدل أن تستقبل اللاجئين، هي تصر على الرأي الذي يقول بأن دعم دول المصدر هو الحل الأكثر فعالية على المدى الطويل. من جهة أخرى، الدول الأعضاء لديهم التزامات قانونية في إطار مخطط الاتحاد الأوروبي في موضوع النزوح.
- تعزيز مشاركتهم الفعالة في:
– الاستشارات المتخصصة من أصغر إلى أكبر الأعضاء في المنظمة والمؤسسات على مستوى محلي ووطني وأوروبي– تنظيم أحاديث عامة في اجتماعات مخصصة للمواضيع التي تشغلهم.
– تعزيز منظماتهم، أي تمويل البرامج وإنشاء الجسور بين المجتمع في مختلف الدول.
– الترويج لتوجيه خاص في موضوع الحق بالتصويت على مستوى محلي بعد خمس سنوات من الإقامة القانونية في أي بلد.
- أنا لست أكيدة بأن الاتحاد الأوروبي متورط في هكذا حروب. لكنني أظن بأن الاتحاد الأوروبي يجب أن يطبق سياسة خارجية وقائية موجهة نحو دعم السلام والتعاون، خاصة فيما يتعلق بحماية الحياة الإنسانية وحل النزاعات.
- وفقا لـ “مخطط العمل لإدماج مواطني الدول الثالثة” في الاتحاد الأوروبي، اللاجئين الذين يقيمون بشكل قانوني في الاتحاد الأوروبي، لهم كل الحق في المشاركة الفعلية في حياة الدول الأعضاء الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية. والدول الأعضاء، من جهة أخرى، تهتم في محاربة التمييز والتفرقة وتقدم الفرص المتساوية وتدعم الحوار بين الحضارات والقبول المتبادل بين مواطني الدول الثالثة والدول الحاضنة.
الحزب الشيوعي اليوناني – آنا غريغوريادو
- من المحزن أن يتحدث الاتحاد الأوروبي عن حقوق الإنسان. منذ بدايته كان الاتحاد الأوروبي تحالفا نخبويا متخلفا. كافة العلاقات التي تنشأ في إطارها تعزز استغلال العامل وتستغل حقوق العمل وغيرها من الحقوق، وتسوق التعليم والصحة والازدهار وتكثف من القهر. الاتحاد الأوروبي يحترم فقط مصالح الرأسمالية التي تصطدم مع احتياجات الطبقة العاملة الحالية وأفقر أفراد المجتمع، بغض النظر عن الجنسية واللون والدين ألخ. الرأسمالية وحكوماته والتحالفات الدولية تدخل الحروب وتفجر القنابل وتقتلع آلاف الناس من مواطنهم وتلعب الألعاب الجيوسياسية على ظهر اللاجئين والمهاجرين. السياسات التي تضعها مستندة حصرا على مطالب الاقتصاد الرأسمالي الفورية لكل دولة. أية اختلافات بينها ما هي إلا نتيجة لذلك.
- اللاجئين والمهاجرين الاقتصاديين هم ضحايا حرب واستغلال مثلهم مثل العمال في اليونان وفي أية دولة أخرى تستقبلهم. لذلك لديهم الكثير من النقاط المشتركة. ولديهم كل الأسباب للنضال جنبا إلى جنب ضد هؤلاء الأعداء المشتركين: الرأسمالي وحكوماته والتحالفات الدولية مثل حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي. كما يتوجب عليهم أيضا المحاربة ضد الاتفاق الغير مقبول بين الاتحاد الأوروبي وتركيا الذي يجبر الناس على البقاء بالقوة في دولة دخولهم الأول التي ترفض منحهم اللجوء وتضعهم في معسكرات اعتقال تحت ظروف رديئة. الحزب الشيوعي اليوناني (KKE) يدعو كل اللاجئين والمهاجرين إلى تشكيل نقابات للعمال وغيرها من التنظيمات الجماعية للنضال في سبيل احتياجاتهم الحالية وحقوقهم إلى جانب العمال المحليين وأن يكونوا أكثر نشاطا إلى جانب الحزب الشيوعي اليوناني ونضال الطبقة العمالية، في سبيل تغيير النظام الفاسد والمسيء المرادف للاستغلال والفقر والحرب واللاجئين. هذه هي الطريقة الوحيدة لحل كافة مشاكلهم بشكل جذري.
- الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي مسؤولون سويا عن الحروب والاستغلال والفقر والقومية ولعنة الهجرة واللجوء. هذه هي سياسة الاتحاد الأوروبي الخارجية. هدفها الاستيلاء على كل مصادر الإثراء والسيطرة على سبل نقل الطاقة السلع. هم مستمرون في قمع الناس والمناطق، حتى بعد أن تنتهي الأعمال العدائية. أينما حضروا، ومهما كان التبرير، تسببوا بعدم استقرار أكبر. الاتحاد الأوروبي يتدخل سياسيا واقتصاديا وعسكريا في الدول حول العالم، ليزيد العدوانية والعسكرة. الحزب الشيوعي اليوناني يحاول أن يقوي النضال ضد كافة الحروب الإمبريالية ويقف ضد تقسيم الدول وإعادة ترسيم الحدود ويدعم تحرير اليونان من الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.
- الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء لا تسمح للاجئين والمهاجرين دخول الموانئ وتتركهم يغرقون في البحر. لا تسمح لهم الذهاب إلى الدولة التي يريدونها وإنما تضع المطبات في طريق لم شمل العالة ولا تتأثر بالمأساة التي يعيشها القاصرين دون مرافقة. تخلق معسكرات الاعتقال بأسوارها العصرية، الظاهرة والإلكترونية، لكي يسمحوا دخول أوروبا فقط للعاملين الذين يحتاج إليهم النظام الرأسمالي. يمنحوهم بالطبع امتيازات ومعاشات منخفضة. يطبقون برامج خاصة لإدماجهم بغرض استغلالهم. لذلك لا يستطيع مناصري الاتحاد الأوروبي أن يدعوا حقا بأنهم ضد العنصرية والقومية التي تتسبب بها هذه الإستراتيجية. الحزب الشيوعي اليوناني يدعو اللاجئين والمهاجرين إلى تعزيز النضال الطبقي المنظم وإلى النضال إلى جانب الرفقاء اليونان في سبيل المساومات الجماعية وزيادة الأجور والصحة المجانية والتعليم والرياضة والثقافة. يجب أن يناضلوا جنبا إلى جنب للمساهمة في حل المشاكل الخاصة التي يواجهها اللاجئون والمهاجرون.
نيا ديمقراطية – كاليبسو غولا
- اللوائح المختلفة هي، برأيي، أكبر مشكلة اليوم. ونتيجة لذلك، فإن الدول الأعضاء الموجودة على حدود الاتحاد الأوروبي الخارجية، مثل اليونان، تواجه ضغط لجوء وهجرة غير متناسب. يتوجب على المفوضية الأوروبية أن تعدل النظام السائد وتستكمله بآلية ملزمة لتوزيع طالبي اللجوء حين يتخطى حد معين في دولة من الدول الأعضاء. تطبيق هكذا آلية يمكن أن يعتمد على معايير كحجم وعدد سكان الدولة ووضعها الاقتصادي وعدد المهاجرين الموجودين في الدولة العضو. بهذه الطريقة لن يؤثر الموقف السياسي لكل حكومة على سياسة الاتحاد الأوروبي والدول الأخرى.
- أولا، كنت لأنصحهم بتنظيم مجتمعاتهم ليكون لها اتصال مباشر مع السلطات المحلية مع استعلام صحيح لحقوقهم والتزاماتهم. السلطات المحلية تطبق سياسات الدولة أو الاتحاد الأوروبي والمجتمعات المحلية سوف تعتمدها أم لا تعتمدها وسوف تسهل إندماجهم. الطريقة التي يمكنني أن أساعد في هذا المجال هي أن أكون من خلال السلطات المحلية، صلة وصل بينهم وبين البرلمان الأوروبي ليكون صوتي مسموعا حين تصاغ سياسات الاتحاد الأوروبي التي تخصهم.
- أنا لست أكيدة من أن الاتحاد الأوروبي لديه احتمالات كبيرة للتدخل في دول تهمها الحرب، ما عدا الفكرة العامة بأننا يجب أن نساعد بكافة الطرق المتاحة على تنمية الدول التي تستطيع أن تقدم ظروف معيشية تساعد الناس على البقاء في دولة الأصل. ما يستطيع الاتحاد الأوروبي أن يفعله هو تحسين المساعدات الإنسانية ونظم الدعم لكي يخفف عن الضغط على الدول المجاورة لمناطق الحرب. كما أنه بإمكان الاتحاد الأوروبي أن يضع المزيد من البرامج التي تعزز إعادة النزوح الإقليمي وتدعم شبكات التمنية الإقليمية والتعاون، خاصة في الشرق الأوسط وفي منطقة جنوب الصحراء الإفريقية.
- هناك حاجة ملحة أن تكون لدول الأعضاء لسياسة مستقرة للاندماج. فيما يتعلق بتعليم القصر، هناك برنامج خاص لوزارة التربية لكن خبرتنا بينت لنا أنه ما زال من الصعب أن نقنع الكثير من اللاجئين بإرسال أبنائهم إلى المدرسة وهذا هو الموضوع الذي يجب أن نركز عليه. أما دخول سوق العمل فهو أصعب حيث أن اليونان ما زالت تعاني من الأزمة الاقتصادية. الشيء الذي يجب أن يتم – في ثسالونيكي تمت محاولة بالتعاون مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين (UNHCR) – لتسجيل مهاراتهم المهنية لمساعدتهم على إيجاد العمل.
إيكولوغي براسيني – ماريا بيتيناكي
- أولا، الاتحاد الأوروبي فكرة، مجموعة من القيم والأهداف تسعى الدول الأعضاء إلى تحقيقها. هي شيء تتوق إليه أكثر الدول الأعضاء. ليست واقع ولا قانون. هي قيم يجب أن يتخذها السياسيون بعين الاعتبار في كل تشريع. لكن الحقيقة أننا كثيرا ما نرى اختلافا بين القيم والسياسات التي تطبق في الدول المختلفة. بشكل طبيعي، النظم والقرارات تصبح ملزمة تلقائيا في كافة دول الاتحاد الأوروبي حين تدخل حيز التنفيذ. يتم تفسير النظم في توجيهات يجب أن تدمج في التشريعات الوطنية. المفوضية عليها التأكد ما إذا كانت الدول قد صوتت النظم بشكل مناسب أم لا وأن تتخذ الإجراءات اللازمة. في حال عدم حل الموضوع، بإمكان المفوضية أن تلجأ إلى المحكمة الأوروبية التي تستطيع أن تفرض عقوبات على الدولة.
- أعتقد أن كل شخص يجب أن يستطيع خلال وقت قصير في أي دولة أين يريد أن ينتخب. في بلده أو في البلد التي يعيش فيها. أنا سوف أدعم السياسات المتجهة نحو ذلك. كما أنه يجب أن تتوفر الإمكانية للاجئين والمهاجرين أن يعبروا عن آراءهم جماعيا أو في فرق عمل، بحيث يسمع الجميع صوتهم وبشكل مباشر. أموال الاتحاد الأوروبي يجب أن توزع على النشاطات الثقافية التي تدعم اللاجئين والمهاجرين وتساعدهم أن يجدوا صوتا أقوى في المجتمع.
- الناس من أي بلد من البلاد المذكورة أعلاه، يجب أن يمنحوا اللجوء. لكن غرض الاتحاد الأوروبي الأول هو عمل السلام. نحن نريد مركبا أوروبيا للإنقاذ بدلا عن القوى العسكرية البحرية. دول الاتحاد الأوروبي لا يجب أن تصدر السلاح إلى الدول التي تعيش النزاع وخاصة النزاع السياسي. لكن اليوم، كما هو الوضع الراهن ودون سياسة خارجية موحدة فعليا، من الصعب إجبار أية دولة على عدم تصدير السلاح. لذلك نواجه معضلة. على الاتحاد الأوروبي أن يكون أقوى وأن يتخلص من التصويت المجهول ليتمكن من تحقيق الأكثر من خلال المفوض السامي للأعمال الخارجية. الكثير من أعضاء الحزب الأخضر للبيئة قد يوافقون على أننا نحتاج إلى سياسة خارجية أكثر مصداقية ووقائية مبنية على حقوق الإنسان. لكن برأيي، ونظرا إلى الماضي الاستعماري وصعود اليمين المتطرف في بعض الدول، من الأفضل أن نواجه شؤون الاتحاد الأوروبي الخارجية بعد أن يكون الاتحاد الأوروبي قد توصل إلى أهدافه بشأن حقوق الإنسان والحرية والديمقراطية.
- الاندماج هو مسؤولية وطنية. الاتحاد الأوروبي لديه برنامج عمل لاندماج اللاجئين والمهاجرين لمساعدة الدول الأعضاء على تعزيز سياساتهم. وتعطى أهمية كبيرة بالطبع لتعليم اللغة والمهارات والتدريب المهني. من ثم يجب تغطية الاحتياجات الأساسية مثل السكن والعناية الصحية. لكن هنا لا نستطيع أن نتحدث عن الاندماج حين يكون السكن داخل المعسكرات، بعيدا كيلومترات عديدة عن المدن. التهميش مشكلة هامة يجب أن توجه إلى الأمم. الحضارة والفنون تلعب دورا هاما جدا في تعزيز اللاجئين والمهاجرين. من هذا النطلق، تكون Creative Europe و Erasmus+ أمثلة جيدة جدا للبرامج الأوروبية الإيجابية.
بوتامي – ميلتوس كيركوس
- لا يجوز أن تكون لنا سياساتنا، لكن لطالما الاتحاد هو جمع دول أعضاء وليس فدرالية، تحتفظ الدول الأعضاء وتحدد سياساتها. مثل كل دولة عضو لها مسيرتها التاريخية الخاصة، من الواضح أن هناك تراث مختلف واحتياجات تؤثر على القرارات. في البرلمان الأوروبي، نحن نعمل بجدية على تنسيق تلك السياسات للوصول إلى نظام لجوء أوروبي وسياسة هجرة أوروبية. فيما يتعلق باحترام الأديان، لدينا النظام القضائي للدول الأعضاء وللاتحاد الأوروبي الذي يمكن لكل واحد أن يلجأ إذا ما وقع ضحية للتمييز. كما يجب أن نقبل بأن “الحرب من أجل الإيمان” الذي يجاهد من أجله بعض المتعصبين (حتى على الأراضي الأوروبية) يدمر محاولات عقود من الزمن. المستقبل يظهر مظلما بعض الشيء.
- كل دولة عضو لديها سياسة جنسية تمنح حق التصويت والانتخاب. كما أنه في بعض الدول يكفي الإقامة لمدة بضع سنوات لمنح حق المشاركة في الانتخابات المحلية. لكن هناك وسائل أخرى لكي يسمع صوت المهاجرين واللاجئين على مستوى البلديات وأيضا على على مستوى الوطن ويرجع القرار لحكومات الدول الأعضاء والبلديات المحلية في تطبيقها ودعمها: المجالس واللجنات والمواقع الإلكترونية والاعتراف بتمثيل المجموعات الخ. البعض يفعل أكثر والغير أقل. لذلك من واجبنا أن ندعمهم ونريهم الممارسات الجيدة لأن مشاركة المهاجرين هي خطوة نحو الاندماج الناجح.
- حقا أن تدخل دول الاتحاد الأوروبي أدى إلى زيادة عدم الاستقرار في بعض الدول (على سبيل المثال العراق وسوريا وليبيا) وأيضا نهج الاتحاد الأوروبي الساذج في موضوع الربيع العربي ساهم في زعزعة الاستقرار في كل المنطقة. الاتحاد الأوروبي، للأسف، ليس له أية سياسة خارجية. فقط الدول الأعضاء لديها سياسة خارجية. يجدر بالاتحاد الأوروبي أن يضغط “بقوته الناعمة” – وذلك يعني التمويل، لخلق ظروف معيشية أفضل- وبالوسائل الدبلوماسية لوقف النزاعات. وبما أن وقف النزاعات لن يتم بسهولة، يجب أن تركز على التمويل. التمويل لإفريقيا، على سبيل المثال، هو مبادرة حسنة.
- هناك سياسات المال والاندماج لكن عادة الدول الأعضاء مقصرة. لايونان لم تستعمل حتى اليوم أكثر من 400 مليون من صندوق اللجوء والهجرة والاندماج لكنها تعمل بجهد لتقدم الاندماج المدرسي والعمل القانوني، وهي مفتاح الاندماج. الاتحاد الأوروبي يحاول أن يخفف من العقبات الموجودة بأسرع وقت ممكن نظرا إلى الظروف الراهنة، لكن كل شيء يرجع للدول الأعضاء. وأيضا لا يجب أن ننسى أن الأزمة الاقتصادية المستمرة في اليونان لا تساعد أبدا.
سيريزا – يونس محمدي
- هذا فعلا موضوع هائل. هناك الكثير من الدول الأعضاء التي تتجاهل نظم وقيم الاتحاد الأوروبي. لكن لا يجب أن نقبل بذلك. الدول الأعضاء لا يمكنها أن تشكل جزءا من اتحاد لا تحترمه ولا تثق به. أن نكون جزءا من الاتحاد الأوروبي لا يعني فقط أن نستفيد اقتصاديا. يجب أيضا أن نتشارك المسؤوليات. يجب أن نساهم في حالات الطوارئ. هذا هو السبب الذي لأجله نحتاج إلى شركاء تقدميين في البرلمان الأوروبي. يجب أن نبني التحالفات، التجمعات التي سوف تحارب وترد تلك التوجهات.
- هذا هو أحد أهم الأسباب الذي جعلني أترشح. أنا أؤمن بشدة بأن اللاجئين والمهاجرين يجب أن يكتسبوا حق التصويت والانتخاب. دون إمكانية ممارسة هذا الحق، لا يمكننا أن نتحدث عن أي نوع من المساهمة السياسية تعنيهم. نحن نحتاج إلى حراك فعال في هذا الاتجاه. كما أنه يجدر بنا أن نستمع إلى أصواتهم. يجب أن نشجعهم على المطالبة بحقوقهم. اندماج اللاجئين والمهاجرين الاجتماعي يمكن التوصل إليه من خلال الالتزام السياسي. من خلال هذه المعاملة سوف يستوعبوا أن الحقوق تولد مسؤوليات. وسوف يعتبروا متساويين ويشاركوا بنفس الحقوق ونفس المسؤوليات كباقي الشعب. مجتمعهم يجب أن يكون عاملا حيا في الكلمة السياسية. يجب أن نسمعهم ويجب أن يسمعونا. خلال حياتي كلها كنت ناشطا سياسيا في النضال من أجل حقوق الإنسان، أروج هذا الموضوع إلى أعلى المستويات السياسية. هذا هو السبب الذي جعلني أترشح.
- القيم الأوروبية جامعة. الحرية، السلام، الديمقراطية، الازدهار، العدالة، محاربة العزل الاجتماعي والتمييز، التقدم العلمي والتكنولوجي، الاستقرار الاقتصادي والاستدامة، حماية حقوق الإنسان. هذه هي المبادئ التي شكلت الاتحاد الأوروبي. لا يجب أن ننسى ذلك أبدا. كل ما سبق يعارض أي نوع من العدوانية. المداخلات لا يجب أن تقف عند الربح والحرب. يجب أن نكون واضحون في هذا الأمر ويجب أن نكون كلنا معا. هذا الأمر أساسي.
- التعليم والعمل من أهم عناصر الاندماج الاجتماعي. لكن لا تنسوا أن هذه المعاملة لها وجهين. وهي موضوع عمل متبادل. المجتمع يجب أن يقبب اللاجئين لكن اللاجئين أيضا يجب أن يقبلوا معايير مجتمعهم الجديد. القبول المتبادل هو مفتاح هذه العلاقة. أنا أفهم بأن هناك أيضا تعصب. لكن يجب أن نعزز خطاب إيجابي بشأن اندماج اللاجئين والمهاجرين. هذا أمر ممكن. بإمكاننا أن نعيش كلنا معا بنفس المكان، دون خوف ولا نزاع. بإمكاننا أن نرى الكثير من أبناء اللاجئين يذهبون إلى المدرسة ويتعلموا اللغة الجديدة ويحاولوا أن يصنعوا لهم مستقبلا هنا. نحن إلى جانب هؤلاء الأطفال. يجب أن يزيد اللاجئون والمهاجرون محاولاتهم للاندماج في المجتمع المحلي. نحن سنبقى إلى جانبهم.
* المقال تم نشره في العدد # ١٣ من ” الطيور المهاجرة ” الذي تم تداوله وتوزيعه مع جريدة سينداكتون بتاريخ يوم ٢٥ مايو- أيار ٢٠١٩
Add comment