Photo by Fotini Simic

خطر الفاشية المعاصرة

ما زالت الأفكار العقائدية العنصرية والفاشية تشكل مصدراً لقلق مجتمعنا اليوم. ومع أننا نعيش في القرن الواحد والعشرين، وبالرغم من ذلك فإن عدد الأشخاص المتطرفين اليمينيين يتزايد باستمرار.

قبل أن ألقي الضوء على الوضع الحالي، علينا أن نلقي نظرة بتمعّن على الماضي.

الفاشية هي حركة سياسية تأسست خلال القرن العشرين في إيطاليا.

وهي تمثل المتطرفين اليمينيين والأفكار العنصرية والمعادية للأجانب. مؤسس الحركة الفاشية هو الديكتاتور بينيتو موسوليني وهو المسؤول عن مقتل مئات الآلاف من البشر. الفاشية لا تقتصر على الحركة الفاشية الإيطالية فحسب، بل هناك أيضاً الفرانكوية الإسبانية والنازية الألمانية. وهذه الحركات كانت مسؤولة عن تهجير وتعذيب وقتل ملايين الأشخاص. ومن أهم أهداف تلك الحركات هو إلغاء الديمقراطية وإقرار الديكتاتورية.

في وقتنا الحالي هناك المئات من الحركات التي تقاوم العنصرية والفاشية بأساليب متعددة. بعضها معروفة جداً ومنتشرة في جميع أنحاء العالم، على سبيل المثال “حياة السود مهمة” ( black lives matter ) أو “العمل المناهض الفاشية” (أنتيفا).

يتم تمثيل العمل المناهض للفاشية في العديد من البلدان وبالأخص في أوربا. وهي حركة يسارية ضد معاداة السامية والقومية العرقية – الإثنية التحريفية التاريخية اليمينية. وهي أيضاً تناهض العنصرية والنازية الجديدة. ومع أنها تساند اللاقومية (الكوسموبوليتية) والأفكار اليسارية لكن عادة ما يتم انتقاد الحركة، التي يطلق عليها اسم (أنتيفا)، من قبل السياسيين وجزء من السكان بسبب الأسلوب الذي تعبر عن احتجاجها به.

للأسف، من الصعب أن نتصور في وقتنا الحالي عالم يفكر فيه جميع البشر بشكل مناهض للفاشية والعنصرية. بالإضافة إلى ازدياد عدد المجموعات والأحزاب اليمينية المتطرفة.

إذا قمنا بتحليل الوضع السياسي الحالي في أوروبا، فإننا نرى أنه من الواضح تزايد الحكومات التي تمثل مبادئ الفاشيين والعنصريين. فالحكومة السويدية تشارك الحكم مع الحزب الشعبي اليميني “Sveridgedemoraterna”. ويحكم في بولندا الحزب اليميني ” Pis ” أيضاً في هنغاريا الحزب الشعبوي اليميني “Fidese”. أيضاً رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلاني وحزبها مابعد الفاشي “Fratelli di Italia” يثبت أن الفاشية ما زالت موجودة في إيطاليا. وكذلك ينمو الضغط اليميني في إسبانيا.

ومع أن حدود إلغاء الديمقراطية لم يتم تجاوزها بعد، إلا أن هذه المشكلة السياسية ما زالت تشكل خطراً على الديموقراطية.

إذا أخذنا بالاعتبار الوضع السياسي الذي كان قائماً قبل 80 عاماً فمن الصعب التصديق بأن أوربا تتجه أكثر فأكثر باتجاه اليمين، لم يعد مصدر العنصرية من المجموعات المتطرفة فحسب، بل من وسط المجتمع أيضاً.

يجب ألا يتكرر الماضي أبداً ويقع على عاتقنا كيف سيكون المستقبل.

آنا غوولف

Add comment