هجرة الطيور شيء ساحر. لا يوجد في الكون نوع آخر من الحيوانات يتحرك مثل الطيور . الهجرة السنوية العالمية لبلايين الطيور من أكثر الظواهر روعة في الطبيعة. قدرة الطيور على الطيران تسمح لهم بالتنقل في كل العالم إلى أماكن واسعة.
مسافات الهجرة تتراوح بين بضع مئات الكيلومترات وعشرات آلاف الكيلومترات، حسب النوع. كلما يقترب فصل الشتاء ويصبح الغذاء محدودا، الطيور تهاجر وتنتقل إلى مناطق تكثر فيها الموارد الغذائية. الموارد الأساسية التي يحتاجون إليها هي الماء وأماكن يستطيعون أن يعمروا فيها أعشاشهم للوقاية من البرد.
لا غرابة أنهم ليسوا بحاجة للوثائق للتنقل في كل العالم. ليست هناك حدود ولا لغات ولا قوانين أو ثقافات تفرقها. هي حرة أن تطير حيثما تشاء ومتى تشاء.
من جهة أخرى نرى البشر يتعذبون بسبب الظروف التي خلقناها بنفسنا. وصلنا إلى القمر، صنعنا الأسلحة النووية والإشعاع الكهرومغنطيسي ونركب باستمرار هوائيات للاتصالات الخلوية في مدننا – مما يتسبب في خفض تعداد الطيور، تلك المخلوقات البريئة التي تعاني بسبب احتياجاتنا! لكن بالطبع لا يتوقع أحد السلام. نحن بحاجة للوثائق للسفر. نحن البشر جزأنا العالم وابتكرنا الحدود ووضعنا التصنيف على أنفسنا. كلمة بحد ذاتها تجعل من الإنسان شخصا غريبا، لاجئا، مهاجر.
على أي حال، هذه المقالة مخصصة لليوم العالمي للطيور المهاجرة. ما زال لدينا الكثير نتعلمه من وجهة تلك الطيور الحقيقية وقدرتهم على التوجه بدقة وحتى من المناهج التي تطبقها للتحضير لتكل الرحلات البعيدة.
Add comment