ليلة ال 21 ديسمبر هي اخر ليلة من شهر عازار, الذي يستمر من 21 نوفمبر الى 21 ديسمبر و هي أطول ليلة في السنة. في أفغانستان يسمونها تسيلي أو يالانداا. منذ القدم, كان يتم الاحتفال بهذه الليلة على مستوى العائلة, في كابول العاصمة كما في مدينة بالخ, و في مدن عديدة أيضاً, حيث اعتاد الناس على سرد القصص الحضارية بهدف ابقاء هذا التقليد على قيد الحياة.
احدى أكثر العادات انتشاراً في هذه الليلة هي عادة سرد الأساطير. العائلات تجتمع في البيت الذي يدفئونه جيداً, يقدمون الفواكه و الحلويات للزوار و بعدها يبدأ الحكواتي بسرد الأساطير بكلمات جميلة.
هذه الليلة ترمز الى الظلام. سكان أفغانستان يعلمون بأن النهار سيكون أطول ابتدائاً من اليوم الذي يلي ليلة تسيلي. لذلك يسهرون في تلك الليلة منتظرين الفجر, حتى يرون بأعينهم شروق الشمس. يتطلعون قدماً الى أيام الشمس المشرقة.
شروق الشمس يمثل البريق و الدفئ. بعد هذه الليلة, النهار يصبح أكثر طولاً. السكان المحليون يؤمنون بأنه مع زيادة طول النهار و بريق الشمس تقل قوة الظلام المتمثلة في اخريمان (الشيطان).
الأقدميون كانوا يؤمنون بوجود معركة تحصل في هذه الليلة بين الخير و الشر, خلالها يتم هزيمة الشر بحلول الفجر الذي يرمز إلى انتصار النور على الظلام.
فلسفة الطعام في ليلة تسيلي:
هذه الليلة بجانب أنها ليلة عائلية يتم فيها سرد الأساطير, يقوم الناس باتباع نمط غذائي معين فيها كما يقومون بتزيين الطعام.
الجبس, الذي يمثل قدوم الصيف, يعتبر أحد أهم الفواكه التي يتم استهلاكها في هذه الليلة و يتم قطعه و تقديمه بطريقة معينة. الناس تؤمن بانهم اذا أكلوا الجبس في تلك الليلة لن يمرضوا خلال الشتاء.
فاكهة أخرى هي الرمان, الذي يرمز الى الفرح, الانتاجية و منذ السنين القديمة الناس تؤمن بأن الرمان يزيد من نسبة الدم في الجسد البشري.
المكسرات, مثل الفستق الحلبي, اللوز, الجوز, و الفواكه المجففة, يعتبرها السكان المحليون طعاماً صحياً.
بهذه الطريقة, أكثر الليالي ظلماً في العام تنتهي بحلول النهار و بضوء الشمس المشرق.
تسيلي, أحبك كثيراً بعدد النجوم التي تلمع في عيونك.
أيتها الليلة الأكثر شعبية في العام, طعمك شديد الحلاوة, ببريق الفجر الشمسي.
Add comment