AP PHOTO

إلى متى؟

إن الصغير أيلان كان واحدًا من العديد من الأطفال اللاجئين الذين دفعوا أرواحهم ثمناً للبحث عن حياة افضل. في عام 2015، تابع الرأي العام العالمي بحزنٍ الطفل الغارق، وأعرب عن حزنه وغضبه تجاه السياسات التي دفعت الملايين من الأشخاص إلى النزوح. و لفترة طويلة كانت تلك الصورة تخيم على حياتنا اليومية…

مرت ثماني سنوات منذ ذلك الحين، وبينما يُمكن للبعض أن يعتقد أن هذه الصرخة الاجتماعية ستكون حافزاً للتغيير، إلا أن هذه الظواهر لم تتوقف فحسب، بل زادت وأصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا. تتكرر حوادث انقلاب القوارب وغرق الزوارق الهوائية ويتزايد عدد القتلى والمفقودين. ليس من صدفة أن البحر الأبيض المتوسط يُعرف بـ “بحر الموتى”، حيث تبتلع مياهه أرواح البشر حرفيًا، ومعها الآمل في مستقبل أفضل وحياة سلمية. بالإضافة إلى ندم المجتمع المصدوم بهذا المشهد المأساوي في يومٍ ما ويقف الآن بلا حراك أمام هذه الكارثة الإنسانية.

حادثة غرق السفينة في “بيلوس” حصدت مئات القتلى والمفقودين، وعدد الركاب المفقود غير معروف. كانت السفينة في البحر لعدة أيام تحت ظروف لا يُمكن تصورها. تعود تفاصيل الناجين مجددًا لتهز المجتمع المسالم وتعرقل السياسات الدولية. تُجرى تحقيقات لا تعد ولا تحصى للعثور على المسؤولين وتهديدهم بعقوبات صارمة وتنكيس الأعلام لمدة ثلاثة أيام لتعزية أرواح الضحايا… في الحقيقة ماذا حققت الدولة على مر هذه السنين؟ لقد عبّرنا عن غضبنا إزاء غرق الطفل الصغير أيلان، وطلبنا أن يكون لدينا مثال يحتذى به من حيث العقوبات، وطالبنا بسياسات تستند إلى المعاملة الإنسانية والعادلة للاجئين، وبعد ثماني سنوات، نشهد مأساة جديدة – ربما واحدة من أعظم المأساة المُسجلة على الإطلاق.

لماذا يجب علينا أن ننام في سلام في أسرّتنا بينما ينام إخوتنا البشر في قعر البحر الأبيض المتوسط؟ لماذا يُغرق إخوتنا البشر في البحر في عام 2023 بحثًا عن حياة أفضل؟ لماذا لا يزال يُعامل اللاجئون والمهاجرون على أنهم طفيليات وأعباء إضافية على المجتمع؟ أين تكمن المبادىء المحبة للسلم والإنسانية للعالم الغربي عند حدوث مثل هذه الكوارث؟

ماريا بتسيني

Add comment