اسمي فاطمة و أنا من أفغانستان. قصتي بدأت من كوندوز, احدى بلدات أفغانستان. كان لدينا الكثير من المشاكل هناك. في بلدي الناس محرومات من أبسط الحقوق, مثل الحق في الدراسة و العمل. النساء يتعرضن للإهانة و العنف باستمرار. جرت العادة أن تتزوج البنات في عمر 15-16 سنة و يتم اجبارهن من سن مبكرة على إنجاب الكثير من الأطفال. فيما يخص الشباب, الحالة ليست بأفضل, حالتهم الإقتصادية السيئة تحرمهم من إمكانية الذهاب إلى المدرسة حيث يتوجب عليهم حمل السلاح و الذهاب إلى الحرب. من المعروف أن المجموعات المسلحة هم من أخطر أعدائنا. عندما تعجبهم إحدى الفتيات يسرقونها بالقوة من عائلتها. أعضاء المجموعات المسلحة يسرقون الصبيان أيضاً لتدريبهم على القتال.
الحروب بأفغانستان بدأت منذ عقود عديدة. حروب داخلية و خارجية أجبرت الناس على الهجرة. لنفس السبب, رحلنا نحن أيضاً عن بلدنا متجهين إلى أوروبا. في البداية, ذهبنا إلى كابول و من هناك اتجهنا إلى باكستان. الحدود الباكستانية كانت في غاية الخطورة. أبقوا علينا هناك كرهائن حتى ندفع لهم المال, كنا مسجونين في مستودع بدون ماء أو طعام لمدة 13 يوماً. لم يكن مسموح لنا حتى باستخدام المرحاض. عندما دفعنا لهم المال أطلقوا سراحنا فاتجهنا إلى الحدود مع ايران. قام حراس الحدود بإطلاق أعيرة النار في الهواء لمدة ساعة, استلقينا على الأرض حتى توقف إطلاق النار. بعدها مشينا لساعات عديدة في غابة مظلمة حتى وصلنا إلى أحد الأنهار. قطعنا النهر و بعد ساعات لا منتهية من المشي وصلنا إلى ايران. في البداية, بقينا لفترة من الزمن في إحدى البلدات. الايرانيون لم يتصرفوا بشكل لائق معنا. بعد مغادرتنا لهذه المدينة ذهبنا إلى العاصمة لنتجه من هناك إلى الحدود التركية. لكي نصل الحدود. توجب علينا العبور من مدينة غازفين. هناك نجحنا في تجنب تفتيش الشرطة, حيث أخبأنا السائق في مكان امن حتى حلول اللليل قبل أن يتركنا في بلدة أورومية قرب الحدود مع تركيا. عبرنا جبال ماكو سيراً على الأقدام, كان الجو مثلجاً و شديد الخطورة حيث رأينا جثثاً متجمدةً من البرد. هذه المشاهد كانت بشعة و مخيفة. بعد 14 ساعة من السير على الأقدام وصلنا إلى الحدود, هناك كانت سيارة بانتظارنا لتقلنا لمكان نبيت فيه حتى نعبر إلى تركيا. كان هنالك اخرون أيضاً في هذا المنزل, عائلات, بنات يافعات و أطفال. سألت إحدى الفتيات عن سبب وجودهم هناك, قالوا لي بأنهم لا يملكون المال لتسديد باقي نفقات رحلتهم, لهذا أبقوا عليهم مسجونين في ظروف معيشية سيئة لأشهر عديدة. أكملنا رحلتنا متوجهين إلى أنقرة حيث بقينا لمدة أسبوعين. من هناك ذهبنا إلى ازمير حيث وضعنا المهربون في قارب مطاطي مع 70 شخصاً اخرين. كان هناك أمواج و أحسسنا بالرعب طوال الليل. لم نتمكن من الوصول إلى اليونان بسبب امساكنا من خفر السواحل التركي حيث أعادونا الى البر. قمنا بالمحاولة أربع مرات أخرى حتى وصلنا. في وسط البحر, جميع الناس كانت تطلب المساعدة من الله للوصول بأمان. كنا قلقين جداً على عائلتنا و على أخوينا الصغار الذين كانوا خائفين بشدة.
وصلنا إلى جزيرة ساموس لأخذ أوراقنا التي ستعطينا إمكانية السفر بشكل شرعي في أوروبا. هناك, بقينا لمدة 15 يوماً في مكان مغلق مخصص للاجئين. الإجرائات بالنسبة للسوريين كانت في غاية السهولة و كانت تتم معاملتهم بشكل أفضل. لم ننجح في الوصول للحدود قبل إغلاقها بوجه الأفغانيين. أنا لا أدري لأي سبب يتم التفريق بين السوريين, العرب و الأفغان, نحن أيضاً عشنا حروبا لسنوات طويلة بينما السوريون يعيشون الحرب منذ 4 أعوام فقط. العديد سافروا بشكل غير نظامي باتجاه أوروبا, بينما نحن بقينا في مركز استقبال اللاجئين في ايلينيكو لمدة عام و أربعة أشهر. أتمنى في يوم ما أن أرى أخوتي في لبنان و أن نعيش مجدداً كعائلة.
شكرأ لكم لإعطاء وقتكم لسماع قصة مسافر.
*المقال تم نشره في العدد # ٢ من ” الطيور المهاجرة ” الذي تم تداوله وتوزيعه مع جريدة سينداكتون بتاريخ يوم ٢٢ – ٢٣ يوليو- توز ٢٠١٧
Add comment