Photo by Migratory Birds Team

 الطريق الى اليونان

ولدت في ايران و كان لدي حياة طبيعية. أتذكر أن أهلي لم يحبوا كثيراً فكرة العيش في ايران, لكننا لم نتمكن من العودة إلى أفغانستان لأن بلدنا لم يكن امناً. من ناحية اخرى الايرانيون لم يرغبوا باستضافتنا في بلدهم. لم يكن هناك مجال للأفغانيين أن يتقدموا و أن ينجحوا في حياتهم في ايران, لهذا السبب قررت عائلتنا العودة الى أفغانستان. كان من الصعب في البداية أن نعتاد على الوضع هناك لأننا تعودنا على الحياة في ايران, لم أكن أحظى بوقت طيب. تعودت تدريجياً على الحياة و أصبح لدي أصدقاء جيدون في المدرسة, هكذا كانت تمر الأيام علي و تترك لي ذكريات جيدة و سيئة.

المشكلة الأكبر كانت غياب الأمن. أمي كانت دائما تقلق علي ولم تتركني ولو لدقيقة لوحدي بعيداً عنها. من ناحية أخرى كنت جاهلاً بما سيحدث بالمستقبل و لم أكن أعرف إن كان سيكون بوسعي ملاحقة أهدافي, لأنني كنت أعرف بوجود العديد من العوائق بوجه النساء. موضوع التقدم و النجاح بالنسبة للمرأة في أفغانستان شديد الصعوبة. أحد الأمثلة هي فرهودة, امرأة قتلت بسبب عدم اهمال الرجال و أخذت أحلامها معها للقبر. مثل فرهودة هنالك الالاف من النساء الشابات اللواتي خسرن حياتهن في بلدي. رغم كل هذا كنت أحب بلدي, لكن أهلي قرروا المجيء إلى أوروبا. أنا لم أكن أرغب بالقيام بهذه الرحلة. لم يكن أهلي ليتخذوا هذا القرار لو كان هنالك أمان في بلدي. حتى هذه اللحظة أتمنى أن تهدأ الأمور و أن نعود أدراجنا.

عندما رحلنا, ذهبنا الى تركيا في البداية. بقينا هناك لمدة 3 أشهر و بعدها أتينا الى اليونان. هدفنا كان أن نرحل من هنا, لكننا لم ننجح و بقينا. قبل أن أصل الى اليونان كان لدي انطباع مختلف. لكنها أعجبتني لاحقاً و بدت لي كبلد جميل جداً يمتلك الكثير من المناظر الخلابة و شعباً في غاية التهذيب. هنا يهتمون و يحترمون كثيراً المهاجرين.  

أنا أذهب الى المدرسة و لدي العديد من الأصدقاء الجيدين. لدي أحلام كبيرة للمستقبل, أتمنى أن يتحققوا. في ايران لم يكن باستطاعتي تحقيق الكثير لأنني من أفغانستان و في بلدي لم يكن بامكاني فعل الكثير لأنني فتاة. في أفغانستان لديهم انطباع أن النساء يجب أن يبقوا في البيت للاهتمام به. أنا أريد أن أقدم لأمي القليل مما قدمته لنا. عائلتي دائماً ما كانت تدعمني للوصول الى أهدافي. خصوصاً والدتي, التي أحبها جداً و أتخذها كمثال لي بسبب صبرها, إنها دائماً هنا لمساعدتي في مشاكلي و لإعطائي النصائح. أمي دائماً ما تقول لي, لكي تصل إلى أهدافك يجب عليك أن تحاول كثيراً و أن لا تخاف من المشاكل.

عشت الكثير من الأيام الصعبة و الجميلة في حياتي. الأيام الصعبة جعلتها دروساً لي بينما الأيام الجيدة تبقى كذكريات. مشاكلي و صعوباتي هي جزء من الحياة, تعلمنا الصبر و تصقل شخصيتنا. 

هدفي الان في أوروبا ليس فقط أن احصل على حياة أفضل بل أن أحصل على فرصة للدراسة. مع مرور الوقت, أزداد تأقلماً في اليونان و أنا سعيد بأني هنا. أتأمل أن تتحسن الأمور في بلدي و أن نعود الى الى منازلنا.

هازار عزيزي

Young Journalists

Add comment