حياة دون مال 

لمال. كلمة صغيرة وبسيطة تضم الكثير من المعاني، وسيلة يمكنها أن تحسن أو تدمر الحياة. المال في مجتمعنا هو الوسيلة لشراء الأغراض اللازمة لعيشنا – من الطعام حتى المنازل – وفي بعض الأحيان حتى السلاح. الكثير من الناس يعملون لتأمين الطعام واللوازم الحياتية. الحياة، معاملة مركبة ومتعددة الأبعاد. العديد منا يعمل لجمع المال ليتمكنوا من ترك منازلهم والرحيل بحثا عن الأمان. من جهة أخرى، المال قد يكون قوة مدمرة، تحول الناس إلى أشرار. هناك مقولة نسمعها كثير في الأديان، وهي ((أن المال هو منبع كل شر)). بإمكانه أن يؤدي إلى جشع يجعل الناس يظلمون الغير ويجرحونهم.  

هكذا نرى أن كل شخص لديه دافع مختلف لكسب المال. البعض يجب أن يعملوا في أكثر من عمل ليدفعوا مصاريف التعليم العال وغيرهم بحاجة للمال للصرف على عائلاتهم وتساليهم أو لإنقاذ حياة الأطفال.  

المال يمنحك أيضا الوسيلة للسيطرة على المواقف وعلى الغير. يسمح لك أن تشتري السلاح وأن تجبر الغير على تنفيذ أوامرك. يقال أن ((الجميع لهم ثمنهم)) وبالفعل هناك من عمل أشياء شنيعة لكسب المال. نتيجة عدم توفر المال قد تكون مدمرة لأن الناس لا يستطيعون العيش دونه وقد تفنى أمم بأكملها بسبب الحرب.  

أما الحياة في أثينا كلاجئ، دون مال، فهي أمر غير سهل. شاهدت الكثير من الأشخاص الشبه عاريين يبيعون ملابسهم لشراء المخدرات، ومراهقين يقدمون على الإباحة والأعمال الجنسية لشراء الطعام أو يسرقون الغير فقط لكسب القليل من المال. سرق مني هاتفي الخلوي منذ أيام قليلة ولعدم توفر المال لشراء غيره، لم أستطع أن أتحدث مع أهلي كما أريد.  

كيف يرى الآخرون الحياة دون مال في أثينا؟ 

سألت أولا نيفيلي، وهي متطوعة في مركز المراهقين ((فيلوس)). ((المال ليس أهم شيء في الحياة لكن الحياة دون مال صعبة. حينما أكون دون مال، أفضل أن أقضي الوقت مع أصدقائي))، قالت وأضافت ((أنا أفهم أن المال يسهل بعض الأمور، مثل السكن والقوت وغيرها من الاحتياجات. لكن المال والسعادة شيئين مختلفين. المال لا يستطيع أن يوفر  السعادة)). 

من ثم سألت حامد الله، لاجئ في العشرين من عمره من أفغانستان، يعيش في اليونان منذ سنتين، عن تجربته دون بطاقة مصرفية فقال ((ما كان لدي أي مورد دخل لذلك اضطررت أن أطلب المال من عائلتي في أفغانستان ولأكثر من سنة كانوا يرسلوا لي 100 يورو شهريا. وكان ذلك عبئا على العائلة لأنهم بدورهم اضطروا أن يطلبوا المال من الغير. كنت أصرف ذلك المال للطعام والمواصلات)). 

الحياة دون مال صعبة وخاصة للاجئين. لن يرضى أحد أن يشغلنا لأن لا مستندات لدينا. وحتى لو كانت لدينا مستندات، يبقى عائق اللغة. المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) تعطينا 150 يورو شهريا. لكن ذلك غير كافي لشراء الطعام والملابس. على كل حال، علينا التحلي بالصبر، سواء كان لدينا المال أم لا.  

احتشام خان 

Young Journalists

Add comment