عالية العائشة هي أصغر رياضية مراهقة تعرفنا عليها خلال زيارتنا إلى اللاعبين البارالمبيين و التي بدأنا بالكتابة عنها في العدد ١١. عالية ولدت في اليونان منذ ١٧ عاماً من عائلة سورية, عالية تبتسم ابتسامة واسعة عندما تتكلم عن رياضتها المفضلة, البوتشيا.
هل بإمكانك التحدث إلينا عن البوشيا؟
أشعر بالسعادة, أقوم بتشجيع الأطفال و هم يقومون بتشجيعي أيضاً.
هل ستودين الوصول للألعاب البارالمبية؟
نعم سأود المشاركة في الألعاب البارالمبية التي ستقام خارج اليونان.
لماذا اخترت البوشيا؟
أمارس أيضاً رياضة الدراجة الهوائية, لكنني أركز اكثر على البوشيا؟
ما هي الرسالة التي تودين ارسالها للأشخاص من ذوي الإعاقة؟
أود تشجيعهم على اللعب بشكل جيد. عليهم بعدم الإنعزال عن المجتمع, عليهم بالخروج من المنزل و تكوين صداقات. شخصياً قمت بتكوين العديد من الصداقات عبر هذه الرياضة. أنصحهم بممارسة البوتشيا أو أي رياضة أخرى.
عليا, ما الذي نجحت في تحقيقه عبر البوتشيا؟
بالنسبة لي البوشيا هي القدوم إلى التمرين, قضاء وقت ممتع و التعلم. في البداية لم أكن ألعب بشكل جيد و لكن مستواي الان أفضل.
ما الذي تقدمه لك رياضة البوشيا؟
امكانية اللعب و الحصول على جوائز. جميع هؤلاء الرياضيين, يحتاجون لأشخاص يدعمونهم من الخلف, و ذلك لجعل أحلامهم حقيقة فعلية.
فاسيليس كاليفاس يعمل في اللجنة البارالمبية اليونانية كمدير رياضي تقني و مسئول عن البرامج التعليمية, و أحدها هو برنامج الرياضات البارالمبية للاجئين.
كيف ظهرت فكرة الفريق البارالمبي للاجئين ؟
في اللجنة البارالمبية, نعطي اهتماماً موسعاً للتعليم و نستعمل الرياضات البارالمبية و الألعاب البارالمبية كأمثلة لتعليم المجتمع حول المساواة و احترام الاختلاف في وجهات النظر بين الناس. كل هذه الأمور تشكل جزئاً كبيراً من طريقة تفكيرنا و عندما بدأت أزمة اللجوء الكبيرة في اليونان, خطرت على بالي فكرة اقتراح هذا البرنامج بدعم و مساعدة منظمة اغيتوس Agitos Foundation.
كم عدد الرياضات التي يشارك بها اللاجئون الرياضيون؟
أعتقد بان هنالك 6 رياضات. أغلبيتهم بدئوا الان بممارسة الرياضة, لهذا نحاول أن نجعلهم يجربون أكبر عدد ممكن من الألعاب. الرياضيون الذين وجدناهم حتى اللحظة يمارسون بشكل عام ألعاب القوى, السباحة, المبارزة على الكرسي و البوشيا. في السنة الأولى من البرنامج كان لدينا رياضيون يمارسون ألعاب القوى.
ما هو عدد الرياضيين الموجودين في اليونان في هذه اللحظة؟
كان هنالك 20 رياضي منذ بداية البرنامج. في السنة الأخيرة العدد الأقصى كان 13 رياضياً حيث الكثير من الرياضيين الاخرين يتواجدون في بلدان أخرى حالياً. البعض ذهب إلى أوروبا و البعض الاخر عاد إلى بلاده. في هذه اللحظة لدينا 6 رياضيين. لكننا نبحث بشكل مستمر عن الرياضيين لهذا الرقم الذي أعطيتكم إياه في تغير مستمر.
ما هي البلدان التي يأتي منها هؤلاء الرياضيون؟
90% من الرياضيين يأتون من سوريا و العراق. كان لدينا رياضيون من الصومال و باكستان في الماضي.
ما هي الرياضات التي يشارك بها هؤلاء الرياضيون و كيف نجحتم في إيجادهم؟
تعاونا مع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين و التي تملك جميع المعلومات عن جميع اللاجئين و أماكن إقامتهم. من اللحظة التي أعطونا فيها أرقام و أسماء المنظمات الغير حكومية و التي تعني بحالات هؤلاء اللاجئين, قمنا بالتواصل معهم و عقد بعض الاجتماعات, أعطونا أسماء بعض اللاجئين و ساعدونا بتوفير عاملين اجتماعيين و مترجمين للمساعدة في التواصل معهم. عندما نلتقي باللاجئين نحدثهم عن الرياضات البارالمبية, نريهم صوراً و مقاطع فيديو, نشرح لهم عن هذه الرياضات, عندما يظهرون اهتماماً, نحضرهم إلى الملعب ليقوموا ببعض التمرينات.
ما الذي توفره اللجنة البارالمبية للرياضيين؟ على سبيل المثال, هل يحصلون على طعام أو سكن من قبلكم؟
نحن نوفر لهم كل ما يتعلق بالرياضة. لا نعطيهم طعاماً أو مسكناً لأن هذه الأمور بإمكانهم الحصول عليها من المنظمات الغير حكومية و بعض المؤسسات الأخرى. نحن ندعمهم بكل شيء يتعلق بالرياضة. على سبيل المثال, نؤمن لهم ملاعباً للتمرين, مدربين من طاقمنا بالإضافة إلى مستلزمات الرياضة. أيضاً, نعطيهم الفرصة للمشاركة في البطولات. بكلمات أخرى, نقدم لهم كل شيء متعلق بالرياضة.
ما هو الفريق الذي يمثله هؤلاء الرياضيون؟ هل يمثلون فرق بلادهم؟
اتفقنا مع اللجنة البارالمبية الدولية بعد نقاش معهم, على تشكيل فريق الرياضيين الباراليمبيين المستقلين. بهذه الطريقة, جميع اللاجئين الذين يودون المشاركة في منافسات دولية, سيمثلون هذا الفريق, مما يعني أنهم لا يلعبون لبلادهم أو لليونان, لكن لفريق الرياضيين البارالمبيين المستقلين و علمهم هو علم اللجنة البارالمبية الدولية. في حال نجح أحد هؤلاء الرياضيين بالفوز في ميدالية ما, سيتم عزف نشيد اللجنة البارالمبية الدولية اثناء التتويج.
بأي طريقة تجعلون اللاجئين يهتمون بالرياضات البارالمبية؟
لسبب ما, كانت إجابة الجميع إيجابية على عرضنا لهم للإنضمام إلينا. جميعهم تقريباً أراد أن يعرف أموراً أكثر عن هذه الرياضات. ربما لأنهم يريدون القيام ببداية جديدة في حياتهم أو ربما لأن حياتهم اليومية مليئة بالأحزان مما يدفعهم للقيام بأشياء أكثر تفاؤلاً, بناءً على هذا لم يكن من الصعب إقناعهم بممارسة الألعاب البارالمبية. من ناحيتنا كنا ودودين جداً معهم و قدمنا لهم نفس الخدمات التي نقدمها لرياضيينا. لا نوفر لهم “نصف دعم”. أعطيناهم إمكانية ولوج أفضل ملاعبنا, و أفضل مدربينا و أفضل مستلزماتنا, أعطيناهم الفرصة للمشاركة في بطولاتنا الوطنية. أعتقد بأن هذا كان سبباً اخر دفعهم للاستمرار بممارسة الألعاب البارالمبية لأننا نعاملهم كما نعامل جميع رياضيينا.
كما شرحنا لكم من قبل, بهذه الطريقة يمثل الرياضيون المستقلون فريقهم. مشاركتهم في البطولات تعطينا درساً كبيراً, و هو حتى نحن كأشخاص لا تملك إعاقة, يجب علينا أن نضع كل جهدنا و قوتنا من أجل تحسين حياتنا كما يجب أن نشجع جميع من يشارك في الألعاب البارالمبية. يجب علينا أن نكون فخورين بالأشخاص الذين لا يتركون مجالاً للإعاقة لتشكل عقبة في حياتهم و الذين يضعون كل قواهم ليظهروا لنا بأننا جميعاً بإمكاننا أن نصبح أفضل مما نتوقع.
Add comment