جميعنا التقينا خلال تجوالنا اليومي في المدينة هؤلاء الأشخاص المختلفون الغرباء الذين يوقظون بداخلنا إحساس الخوف والخطر. كلن لماذا الخوف؟ هل هو بسبب من هم في الحقيقة؟ أو ربما لأننا نجهلهم ونحن نفكر داخل القوالب النمطية الجامدة؟
“الحدود الخفية” هي تلك الحواجز القائمة بين السواح والمغتربين واللاحئين والمجتمع المحلي في الدولية التي وصلوا إليها. اللغة والقناعات السياسية والديانة والثقافة بعض تلك الحدود. كلنها ليست مرئية.
القصص والتجارب التي شاركنا إياها كل الأشخاص الذين حاورناهم تبين لنا التحديات التي يواجهها أي إنسان لدى الوصول إلى مكان جديد:
ت. سائحة في أُثينا وهي امرأة من ديانة أخرى تتصرف بشكل مختلف عن الآخرين وترتدي الملابس المختلفة ورموز ثقافتها، أحست بشعور غريب هنا وهو شعور تستمتع به أحيانا.
خ. من دولة أخرى لكنها تعيش مؤقتا في اليونان وقد واجهت الصعوبات في التواصل مع الآخرين وقد شعرت بالحيرة إزاء النظام الصحي المعقد حين احتاجت للعناية الصحية وأيضا لأنها تجهل القوانين اليونانية وحقوقها. استصعبت العثور على مسكن لأنها تجهل المناطق المختلفة في أثينا. وقد أخبرتنا أنها تشعر أحيانا بالوحدة وعدم الأمان لأنها في بلد غريب.
م. هو لاجئ يعيش في أثينا كثيرا ما ينظر إليه الناس على أنه غريب بسبب مظهره اختلاف اللغة والزي الذي يرتديه الذي يدل على ديانته وهو يتنزه في المدينة. يشعر أيضا بأنه لا يتمتع بفرص متساوية مع السكان المحليين إذا ما أراد أن يغير وضعه المالي.
عدم توفر المعلومات الكافية والبروباغاندا التي تنشر على شبكات التواصل الاجتماعي والألعاب السياسية كلها من شأنها أن تعزز تلك الحدود والحدود الخفية من شأنها أن تخلق مشاكل أكبر مثل التصرفات المحرجة والتفكير السلبي أو العنصرية التي قد تؤدي إلى الجرائم.
إذا استمرينا على هذا النمط سوف نبقى غرباء عن بعضنا البعض. وأفضل طريقة لإسقاط تلك الحدود هي التعرف على الثقافات واللغات الأخرى والاحترام المتبادل والمشاركة في نشاطات تعزز الاندماج الاجتماعي وقدراتنا على التواصل.
هكذا سوف نتوصل إلى مشاركة أفكارنا ومعتقداتنا والتعريف عن ثقافتنا لخلق تنويع أكبر في نسيج المجتمع.
من يأتي من دول أخرى ليس بالضرورة غريبا. بإمكان السكان المحليون أن يقفوا إلى جانبه. نحن جميعا مسؤولون عن إسقاط تلك الحدود لكي نرى فعلا وجه الغير ونواجه الحقيقة. بإمكاننا أن نكتشف الثقافات والديانات واللغات والتجارب الأخرى ونتقاسم الأوقات.
Add comment