الفن موجود في أشياء مختلفة بأشكال وأحجام وألوان عديدة. الفن يجمع بين أشخاص لم يلتقوا أبدا أو لا يتكلمون اللغة ذاتها. حين تشاهد عمل فني جميل، تجد أنه يداعب أحاسيسك وجسدك وعقلك. تاريخ الفن رائع حقا ويستطيع المرء أن يكتب مجلد كامل موضوعه لوحة رسم واحدة.
أنا، كشخص انتقائي، لم يسبق لي أبدا أن أعجب بفنان أو فن معين إلى أن رأيت منذ بضعة أشهر على شبكات التواصل الاجتماعي عملا فنيا لفت انتباهي. واكتشفت أن الفنان هو ألكيسي ساهوف، من مواليد كرغستان، الذي هاجر إلى تسيخيا قبل 20 سنة. حينها
قررت أن أتعرف إليه وأحادثة بشأن قراره أن يصبح فنانا.
متى قررت أن تتبع مسيرتك الفنية هذه؟
كنت دائما أعشق الرسم وصنع الأشياء بيدي. بدأت منذ الطفولة. كنت أرغب أن أدرس في كلية الفنون الجميلة. قدمت الامتحانات مرتين لكنني فشلت واستوعبت فيما بعد أن محفظة أعمالي الفنية ليست مهنية وجدية بشكل كافي.
هكذا حاولت أن أجد نمطي الخاص. خلال السنوات الخمس الأخيرة بدأت أعمل ببرنامج فوتوشوب. أحب الفن الكلاسيكي بالألوان الأكريليكية على لوحة القماش وقد نفذت بعض الأعمال هكذا. لكن الأدوات الرقمية ساعدتني أن أفهم أنه باستطاعتي البدء من فكرة ما وأذهب بها بعيدا جدا. أستخدم أدوات بسيطة جدا في أعمالي بواسطة فوتوشوب، وهي كلها أفكاري أنا.
هل هذا هو عملك الأساسي؟
كلا فأنا أعمل في مختبر يصنع زخارف للسقف. أعمال الخاصة هي “عملي الثاني“. كان بودي أن تكون عملي الأساسي لكن في هذه اللحظة ما زالت في مرحلة التطور. أنا أشعر بها كانهيار ثلجي يتزايد باستمرار. أؤمن وآمل بأنني في يوم ما سأتمكن أن أعمل ما أريد.
ما هي كيفية تأثير التكنولوجيا الحديثة على عملك؟
هذا ما يدعى الفن ما بعد الإنترنت ((post–internet)). وهو شيء مثير للاهتمام لأن الصورة تظل رقمية لكن ليس بالمطلق. يمكنك أن تصنع تشكيلات مختلفة بوقت قصير جدا. أنا شخصيا أحب النحت وبإمكان البعض أن يستوعبوا ذلك من خلال أعمالي فهي تشبه التماثيل بعض الشيء. أجعلها تشبه الصور الثلاثية الأبعاد لكن الأكثرية منها تشبه التماثيل.
ألكسي، كثيرون هم من يعتقدون بأن الفنانين يصبحون فنانون لأنهم مكتئبين على الدوام. ما هو رأيك؟
أنا أعتقد أن هذا بدأ مع الانطباعيين وقد عايشوا حقبة صعبة جدا من التاريخ عرفت تغيرات كبيرة. وهم انحازوا عن الفن الكلاسيكي والقواعد الأكاديمية وهكذا كانوا “خارج المجال“. دون نجاح ولا مال. ليس من السهل أن يكون الشخص “خارج المجال“، لأن الحشود لن ترغب بهم. هكذا برأي نشأت هذه النظرة.
إن سنحت لك الفرصة أن تعمل مع فنان من الماضي، فمن يكون؟
بيكاسو ودا فنشي. وبالطبع اكتشفت مؤخرا كيث هارنغ، لذلك سوف أختاره هو أيضا. قرأت كتابه، ((Journals of Keith Haring)) وهو عبارة عن مذكراته خلال فترة طويلة. كان منفتح جدا! يحتفي فعلا بالحياة فيما كان يعمل بجهد. توفي وهو في الثانية والثلاثين من العمر. كما تعلم، الكثير من الناس في سن مبكر كهذا يكون تفكيرهم متحفظ. لكنني أعشق قدرة الفنانين على البقاء شبان مهما كان سنهم! هارنغ كان كطفل في الرابعة عشر من العمر. وبالرغم من صعوبات حياته، بقي إنسانا طيبا ولم يتحول إلى إنسان متعجرف.
لماذا تفضل الأجيال الجديدة الفن المعاصر على الفن الكلاسيكي؟
كل جيل يبحث عن الجديد أليس كذلك؟ أنا أعتقد أن هذه هي الحال دوما. الأجيال الجديدة لا تستمع للكبار عامة وهي ترى الأشياء بمنظار مختلف. هناك معلومات جديدة، تكنولوجيا جديدة. كل شيء جديد!
أعشق قدرة الفنانين على البقاء شبان مهما كان سنهم!
ما هو أكبر مصدر إلهام لديك؟
إذا بقيت في حركة مستمرة سوف يأتي إليك الإلهام. الإلهام في كل مكان! لن تجده إذا ما بقيت ساكنا. إذا أردت الإلهام عليك أن تبقى في حركة مستمرة.
هل لديك نصيحة للفنانين الشبان؟
حافظوا على تعطشكم للجديد! ليس مهما إن كنتم لم تجدوا بعد ما تريدوه. لا تضيعوا الوقت! حاولوا أن تعلموا أنفسكم كيف تعيدوا الطيران بعد السقوط. وأحبوا أنفسكم! كونوا دائما أصدقاء نفسكم، كل شيء ممكن!
العمل الفني قد يقرب بين الناس ليتناقشوا ويتشاركوا الأفكار بالرغم من اختلافاتهم. كلام ألكسي ساهوف جعلني أهتم أكثر بالفن وقررت زيارة مشغله في تسيخيا قريبا!
Add comment