الخطأ يمكن أن يتم اصلاحه قبل أن يكبر حجمه.
دائماً ما كانت أمي توجه لي الملاحظات, لكنها كانت تفسر لي كيفية اصلاح أخطائي…
لكن قبل أن تبدأ بتصحيح الأخطاء في جملي و كلماتي كانت تعطيني بعض الوقت لكي أحاول أن أجد الخطأ بنفسي و أن أصححه بدون أن أحتاج مساعدتها. كنت أنظر بانتباه الى الكلمات علني أجد خطئأ ما, أحياناً كنت انجح بتحديد الخطأ و تصحيحه. لكن رغم محاولاتي, في العديد من الأحيان كنت محتارة بين الخطأ و الصواب مما جعلني أردد نفس الخطأ مجدداً.
منذ كنت طفلة صغيرة علمتني أمي أن ايجاد الأخطاء هو عملية صعبة أحياناً, عندما ندقق باحثين عن الأخطاء من الممكن أن بعض الأمور الصحيحة ستبدو خاطئة لنا.
اليوم و أنا أتجول في ذكريات تلك الفترة من حياتي, خطر في بالي سؤال: يا ترى ما هي الفترات التي كنت سأمحيها من حياتي لو كان عندي قلم و بعض الوقت التي كانت أمي تعطيني إياه لتصحيح أخطائي؟
أفكر بكل فترات حياتي و أريد أن أجد الأخطاء.
لاحظت أنني قمت بأخطاء بالعديد من المجالات في حياتي, أخطاء لم أتمكن من ملاحظتها, و هكذا قررت أن أصححها…
فتحت دفتر حياتي فوقعت عيني على أكبر أخطائي: اليوم الذي أخذت فيه أمي إلى دار العجزة, كان يومأ كنت أظن فيه أنني أقوم بالصواب. أخذت الممحاة و قمت بمسح هذا الخطأ بكل ما أوتيت به من قوة. عندها سالت على وجهي دمعة فرح.
بعدها تصفحت دفتر حياتي, هناك وجدت خطأي الاخر, زواجي الأول, ربما كان يجب علينا التحلي بالصبر لحل خلافاتنا أنا و زوجي, ربما لو كنا صبورين أكثر لكنا الان متزوجين حتى هذه اللحظة. لمرة أخرى أخذت الممحاة و محيت تلك الأيام…
كل مرة كنت أتصفح فيها دفتر حياتي كنت أجد صفحة جديدة تحتوي على أخطاء, كنت أتسائل كيف قمت بكل تلك الأخطاء. بدأت بمحو أخطائي, الواحد تلو الاخر و في الكثير من الأحيان عندما كنت أستصعب محوها كنت أترك إشارة على الصفحة.
عندما كنت أصل الى أخطاء تعود جذورها إلى أخطاء سابقة كان يتوجب علي محي الكثير من الماضي. عندها تذكرت كلام أمي التي علمتني أنه يجب علي مواجهة الأخطاء قبل أن تتطور…
بنظرة عميقة في دفتر حياتي, أرى جميع الأخطاء الكبيرة و الصغيرة التي سببت لي مشاكلاً أكبر, لكن الممحاة لا تكفي لمحوها جميعاً…
أجلس وحيدة و أفكر لساعات في الماضي بدون أن يكون هناك ممحاة لتمحي كل أخطاء حياتي…
الان حياتي و دفتري وصلوا الى نهايتهم و الان أفكر فيما اذا كنت راضية أم لا؟
أتسائل لماذا لم تعلمني أمي أن الحياة ليست بنفس السهولة التي يملي عليك أحدهم بإملاء و كل ما عليك فعله هو الكتابة, لكن كل خطأ تقوم به يكلفك و أنه يجب عليك أن تدفع الثمن لاصلاحه…؟
اليوم فكرت بحياتي و بكل شخص مر بها. بسبب بعض الأشخاص الذين مروا بحياتي قمت بارتكاب بعض الأخطاء.
و النتيجة هي أنني أندم على الكثير منها. لكن الان هذا ليس بالأمر المهم, فليس لدي الان وقت لأبدأ حياة جديدة من الصفر بدون أخطاء كما كان الحال عندما كنت صغيرة كانت عيوني تلمع في كل مرة كنت أنهي وظائفي بدون أخطاء قواعدية…
عيوني دائماً ما تراقب باب البيت منتظرة أحدهم ليطرق الباب و يدخل الى بيت الوحدة الذي أعيش فيه. يا له من انتظار عقيم…
لا أعلم ما هي أخطاء الماضي التي قمت بها و أدفع الان ثمنها غالياً بكوني وحيدة…
يا ريتني بامكاني دفع كل ما املكه “كغرامة” ستحررني من هذا العبئ الثقيل الذي أحمله على أكتافي…
حاولوا أن تصلحوا أخطاء حياتكم منذ البداية, لكي تتجنبوا حصول أخطاء أكبر, لأنه لن يكون في جعبتكم الوقت لتصحيحها, حتى في حال ندمكم عليها.
لن يكون بامكانك تصحيح أي خطأ…
Add comment