Photo by Migratory Birds Team

الحب والحرمان 

أنا مدينة مجهولة, أشبه مدينتي, يحتاج الإنسان لسنين لإكتشافه ما بداخلها وهذا بعض مني.

عشقت صبا الأيام الذي يترعرع في سهول بلادي ورأيت أحلامي تكبر كما يكبر البرعم الأخضر في أحضان أمه.

وها هو كابوس الحرب يسرق كل جمال و بريق هذا البرعم. تاهت دروبي ويأست من أحلامي, دمرت الحرب طفولتي وسرقت مني كل ما أحب, منزلي الذي عشت فيه منذ الصغر حيث وجدت المحبة و الدفئ. الحرب سرقت مني أيضا  قطعة من روحي, أخي الشهيد, الذي قُتل بسبب الظلم والطائفية بين الديانات.

الآن و قد أجبرنا على الفراق, لم يعد لي أي حلم سوا أن أرى عائلتي في أقرب وقت, و أن تعود أيامنا التي كانت مليئة بالحب, لكنني أظن أن حلمي الصغير لن يتحقق فقد أصبحت المسافات بعيدة جدا.

 28/3/2015

 هذا التاريخ السيئ, حي تهجرنا فيه أنا وجميع أبناء بلدي بسبب القصف العنيف على مدينتي, تم القضاء على طفولتنا 

التي لم تسعد بأقل الأحلام وتحطيم مستقبل أجيال وأجيال قادمة.

أنني الآن اهجرك ياموطني, أظن بأنه ليس هنالك أي موعد للعودة إليك، سوف أدفنك ياوطني مع أحلامي في قارب خشبي صغير يأخذني في البحر, إما إلى مستقبل أعيش فيه بداية جديدة كطفلة أنجبتها أمها قبل قليل أو إلى غرق ونهاية أبدية.

مثلي مثل كل أبناء وطني, خلعت رياح الحرب نوافذ طفولتنا…وأغمضت عيون أحلامنا…و امتدت يد تحمل منجل القهر لتخلع جذورنا من تراب الوطن لتقطع رقاب سعادتنا، أبعدتنا عن كل مانحب..

 فإن أعادوا لنا الأماكن فمن يعيد لنا الرفاق؟ أو إن أعادوا لنا الحقوق فمن يعيد لنا سنين الحب والحرمان؟ 

نوال حميدي

Young Journalists

Add comment