في كل أنحاء العالم، حين نتحدث عن كرة القدم، أول ما يخطر على بالنا هو فريق كرة قدم مشكل من لاعبي كرة قدم ناجحين ومخضرمين ومشهورين. لكن لماذا لا نتذكر آدا هيكربرغ من النرويج، التي فازت بالبالون الذهبي (Ballon d’Or) أو أفضل لاعبة كرة القدم في العالم، مارتا بيايرا دا سيلفا، من البرازيل؟ ليس فقط الرجال وإنما نحن، النساء لا نعرف أسماءهم فيما البعض منا يعتبر أن كرة القدم رياضة الرجال.
في 26 حزيران التقى فريقنا الصحفي بفريق كرة قدم نسائي يسمى “Hestia FC”. موعدنا كان في ملعب كرة قدم – مكان نعتبره جميعنا محل لتدريب الفرق الرجالية. السيدة كاترينا سالتا، المديرة وأيضا مؤسسة الفريق، تأهلت بنا. هدفها كان تأسيس فرقة كرة قدم مشكلة من النساء اللاجئات وكانت فكرة رائعة فعلا.
ما أثار اهتمامي كان وجود بعض النساء من أفغانستان. أول شيء تذكرته بعد لقائنا كان خبر عن رئيس الاتحاد الأفغاني لكرة القدم، خبر أظهر عدم الاستقرار الذي يعم فرق كرة القدم النسائية في أفغانستان. الخبر كان كالآتي: في مكتب رئيس الاتحاد الأفغاني لكرة القدم كانت النساء تتعرض للتحرش الجنسي. بعد نشر الخبر، تم استثناء رئيس الاتحاد الأفغاني لكرة القدم نهائيا من FIFA. اليوم، في دولة أخرى، أرى العديد من السناء الأفغان تتمرن بحرية وأمان.
السيدة كاترينا سالتا حدثتنا عن خبرة الأربع سنوات التي كانت لها في الماضي من اللاجئات. خلال تلك السنوات عملت مع فرق كرة قدم للأطفال والرجال. وشاركت في منظمات تساعد اللاجئين داخل المخيمات، سواء مهنيا أو تطوعا. هناك أدركت أن كرة القدم قد يساعد اللاجئين ويغير حياتهم، مانحا إياهم فرص فريدة فيما هكذا فرص غير متاحة للنساء – ليس فقط اللاجئات وإنما كل النساء.
هكذا قررت أن تؤسس فريق من السناء بمحاولة منها أن تدعم إمكانية متساوية لممارسة الرياضة. وهي تصف كرة القدم على أنها وسيلة للدعم وتعتبر أن ملعب كرة القدم هو مكان آمن للجميع.
ما يميز الفريق هو وجود رجل شاب. اسمه داوود إبراهيم وهو يعمل مع الفريق كمترجم ومساعد. قال لنا أنه سعيد جدا لأنه يساعد فتيات لم تتوفر لهن في بلدهن فرصة ممارسة الرياضة.
التقينا أيضا بمدربة “Hestia FC”، السيدة ميري غافالا، امرأة بشوشة ومدربة صارمة. سألناها لماذا اختارت أن تدرب فريق من اللاجئات فقالت: “أحب التعرف على أناس من ثقافات مختلفة. بالنسبة إلي تدريب هذا الفريق يشكل تحدي”. برأيها كرة القدم تستطيع أن تجمع العالم لأن “لعب كرة القدم يتطلب استعمال لغة الجسد للتواصل”.
شكيبة سعيدي، إحدى اللاعبات، تعتبر أن مشاركتها في الرياضة غيرت حياتها. تشعر بالطاقة الإيجابية حين تكون مع أفراد الفريق. صغرة من إيران سمعت عن الفريق من صديقة يونانية لها. هي تؤمن أن العالم بحاجة إلى شخصيات قوية ومثابرة مثل السيدة كاترينا سالتا لكي يتغير وهي تقول أن أعضاء “Hestia FC” بمثابة العائلة.
سألنا السيدة سالتا عن مشاريع الفريق المستقبلية وقالت: “حتى الآن ما عرفنا إلا النجاح. شاركنا في “Global Goals”، مسابقة كرة قدم أوروبية نسائية وذلك في كوبنهاج. لكن بعض اللاعبات لم يتمكن من السفر إلى هناك لعدم توفر الوثائق اللازمة. فريق من المتطوعين أتى معي لتمثيل الفتيات اللواتي لم يسمح لهم السفر ونقلنا صوتهن إلى هناك. في النهاية ربحنا الكأس! في شهر أيلول سوف نسافر إلى نيو يورك للاشتراك في نهائيات المسابقة العالمية. الفرق الأخرى دعمتنا وقالت بأنه إن لم تستطع لاعباتنا السفر سوف تحضر إلى أثينا للعب معهن.
لدى سماع كلامها وأيضا كلام اللاعبات ومدربتهن، أدركت بأن الكرة تستطيع فعلا أن تغير العالم. وبالطبع هذا التغيير إيجابي!
للمزيد من المعلومات أو للمشاركة في الفريق، يمكنكم أن بتحثوا عن Hestia FC على الفيسبوك
Add comment