إنجازات الرياضيين دائماً ما تثير اهتمام الناس. لكن هنالك بعض الرياضيين ممن تمر انجازاتهم بدون أن ينتبه أحد عليها. نحن نتحدث عن الرياضيين البارالمبيين, الذين عوضاً عن خسارة جرأتهم, تعلموا أن يعيشوا بشجاعة. العديد من هؤلاء الرياضيين يمارسون رياضات مختلفة. تفكيرنا بهؤلاء الرياضيين, دفعنا في 4 نوفمبر للذهاب إلى حفل نظمته اللجنة الباراليمبية اليونانية بهدف التحدث مع رياضيين باراليمبيين من اللاجئين الذين يعيشون في اليونان, حيث قمنا بتشجيعهم على مواظبة الرياضة و سألناهم عن دوافعهم لممارستها. في القسم الأول من تقريرنا سنقدم لكم ابراهيم الحسين و وسام سامي۔
ابراهيم من سوريا, يعيش في اليونان في السنوات الأخيرة و يمارس رياضتي السباحة و كرة السلة على الكرسي المتحرك. عندما تحدثنا معه أخبرنا الكثير من الأمور المثيرة للاهتمام حول المصاعب التي مر بها حتى اليوم, بالإضافة إلى الأحلام التي يريد تحقيقها في المستقبل.
ما هي المصاعب التي واجهتك ابراهيم؟
هنالك الكثير من المصاعب. سأتكلم عن بعض المصاعب, لكن ليس بإمكاني التكلم عن جميعها. بعض المصاعب متعلقة بمأسات الماضي, أحاول تجاوزها وعدم التفكير بها باستمرار. حياتي الرياضية بدأت منذ سنوات الطفولة. مررت بالعديد من المصاعب. أكبرها كانت عندما خسرت قدمي اليمنى و مفصل قدمي اليسرى. بعدها أتيت إلى اليونان في عام 2014 حيث ساعدني بعض اليونانيين في تلقي العلاج و عندها عدت إلى الرياضة في عام 2016 مشاركاً في العديد من البطولات.
كيف ساعدتك الرياضة لتجاوز إصابتك؟
أنا كشخص لا أعترف بالإعاقة بسبب الرياضة. لا أعترف بالإعاقة الجسدية كحالة, لا يوجد إعاقة جسدية, فقط إعاقة نفسية.
كيف تتمكن من ممارسة السباحة و كرة السلة في اّن واحد؟ أليس من الصعب عليك ان تمارس رياضتين في نفس الوقت؟
حقاً الموضوع فيه صعوبة, لكن إن كنت تملك الإرادة, حتى لو كان هنالك جدران في طريقك فإنه بإمكانك العبور من خلالهم. أصعب شيء في الموضوع ليس التمارين, بل العودة إلى المنزل بعد التمارين و القيام بالتنظيف و واجبات المنزل.
ما هي الأهداف التي تريد تحقيقها في المستقبل؟
الشيء الذي أود فعله هو إرسال رسالة إلى جميع الناس مفادها أننا برغم كوننا لاجئين من أصحاب إعاقة فإن بإمكاننا تحقيق أحلامنا. هدفي هو الحصول على ميدالية في الألعاب الباراليمبية التي ستقام في طوكيو عام 2020. لكن, كما قلت سابقاً, أريد إرسال رسالة للأشخاص من أصحاب الإعاقة مثلي, بإنه ليس هنالك شيء مستحيل في الحياة, عندما تملك الإرادة بإمكانك فعل ما تشاء.
ما هو الشرف الأكبر الذي عشته حتى هذه اللحظة؟
حمل الشعلة الأولمبية التي بدأت من مخيم اللاجئين في ايليوناس عام 2016 حيث كنت أول شخص حمل هذه الشعلة. أيضاً في عام 2016 عندما قامت الأكاديمية الرياضية الأمريكية بإعطائي جائزة أشجع رياضي في العالم, التي تغطي جميع الرياضات..
هذا الأمر رائع حقاً. كيف وجدتك اللجنة الباراليمبية اليونانية؟ أو هل قمت أنت بإيجادهم؟
تعرفت على اللجنة البارالمبية اليونانية عندما حملت الشعلة الأولمبية التي انطلقت من مخيم اللاجئين في ايليوناس. كنت أول لاجئ من أصحاب الإعاقة يمارس الرياضات البارالمبية في اليونان.
وسام من مدينة الموصل في العراق, هاجر من العراق في عام 2014 و بعد قضاء سنتين في تركيا, يتواجد الان في اليونان و يمارس رياضة المبارزة على الكرسي.
وسام هل بإمكانك أن تحدثنا عن إنجازاتك و مشاركتك في البطولات؟
في الوقت الحالي ليس بإمكاني التحدث عن إنجازات لأنني لأ أملك إنجازات. لدي مشاركات فقط. فترة الانتظار التي قضيتها للحصول على الأوراق الرسمية منعتني من المشاركة في البطولات. لكنني شاركت في بطولات محلية في أثينا. مشاركاتي هذه أعطتني دافعاً للمشاركة بالمزيد من البطولات في المستقبل.
كيف تؤثر إصابتك على حياتك اليومية؟
لا أملك أي صعوبة في حياتي. مهنتي هي التصوير, و هي مهنة لا تحتاج إلى الكثير من الجهد الجسدي و بشكل عام لدي نسبة إعاقة بسيطة لا تمنعني من المشي أو التحرك بحرية. هذه الإعاقة من الممكن علاجها في المستقبل و لم تؤثر علي بشكل جذري اجتماعياً أو عملياً.
ما هي رياضتك و كيف بدأت بممارستها؟
رياضتي هي المبارزة على الكرسي. اقترحت المنظمة المسئولة عني و التي هي (solidarity now) التعرف على الألعاب البارالمبية و قمت بتجربة العديد منها, حتى قررت اختيار المبارزة على الكرسي منذ حوالي عام.
ما هو هدفك؟
مثل كل شخص يهدف إلى النجاح في حياته, أتمنى الوصول إلى مستوى جيد, أن أشارك في أكبر عدد ممكن من البطولات و أن أحصل على ميدالية سترفع اسم بلدي عالياً و ستكون علامة نجاحي.
ما هي الرسالة التي تود إرسالها إلى اللاجئين من أصحاب الإعاقة المتواجدين في اليونان؟
رسالتي للاجئين من أصحاب الهمم (لا أحبذ استعمال مصطلح الإعاقة), هي أن يتحرروا من جميع الصعوبات و أن لا يسمحوا للعوائق بالوقوف في طريقهم. هذه العوائق تريد إغلاق أبواب الحياة أمامكم. أنتم قادرون على فعل كل شيء في الحياة, عندما تأتي الفرصة عليكم استغلالها و عدم ترك المجال للأفكار السلبية للتأثير عليكم. المثال الأفضل على كل ما قلته, هو الرياضي ابراهيم الحسين الذي قام بإنجازات رائعة بالإضافة إلى مشاركته في بطولات دولية. ابراهيم أتى إلى هنا كلاجئ. استغلوا الفرصة و انضموا إلى الرياضات الباراليمبية. يجب عليكم كسر القيود التي تؤثر عليكم سلباً, لأن الأشخاص من ذوي الإعاقة يعتبرون غير مرغوبين بهم من بعض الأشخاص الذين يعتقدون بأنهم ليس باستطاعتهم تقديم أي شيء إيجابي للمجتمع, لهذا سأنصحهم أن لا يتوقفوا عند حاجز الإعاقة, التي لا أعترف بها نهائياً, أعترف فقط بالإرادة.
ما هو تأثير الرياضيات البارالمبية على حياتك؟
كانت ملجأً لي للهروب من روتين الحياة اليومية التي يعيشها اللاجئ. الرياضات البارالمبية تساعد في الاندماج الاجتماعي, لكنها تساعد أيضاً في التعرف على أشخاص جدد عبر المشاركة في المناسبات الرياضية. كانت نقطة التغيير الأهم بالنسبة لي. التغيير من الصفر إلى أبعد الحدود.
كما شرحنا لكم من قبل, بهذه الطريقة يمثل الرياضيون المستقلون فريقهم. مشاركتهم في البطولات تعطينا درساً كبيراً, و هو أنه حتى نحن كأشخاص لا تملك إعاقة, يجب علينا أن نضع كل جهدنا و قوتنا من أجل تحسين حياتنا كما يجب أن نشجع جميع من يشارك في الألعاب البارالمبية. يجب علينا أن نكون فخورين بالأشخاص الذين لا يتركون مجالاً للإعاقة لتشكل عقبة في حياتهم و الذين يضعون كل قواهم ليظهروا لنا بأننا جميعاً بإمكاننا أن نصبح أفضل مما نتوقع.
Add comment