أتيت لاجئا إلى اليونان قبل سنتين لأن المستقبل في إيران لم يكن يبشر بالخير. دخلت إلى اليونان بطريقة غير مشروعة خلال فصل الشتاء وذهبت إلى مركز استضافة في أثينا. في ذلك المركز عشت مع أشخاص من مختلف الطبقات الاجتماعية والجنسيات. الحياة مع هؤلاء الناس لم يكن سلا في البداية لكن مع مرور الوقت اعتدت عليهم وأحاول أن أتخذ موقفا إجابيا تجاه كل شيء.
أنا فتى في السادسة عشر من العمر، أذهب إلى المدرسة في اليونان. أنا في الصف الأول ثانوي وكافة المواد تعلم باليونانية مما يتحتم علي دراسة اللغة. في البداية استصعبت جدا دراسة اللغة اليونانية. كان من الصعب علي التواصل مع الآخرين ولم أكن أفهمهم. كان الوقت يمر وبعض الأشياء كان تبدو لي غريبة.
أنا كنت أحب مدرستي في إيران وكنت سعيدا مع أصدقائي. كنت حينذاك في الإعدادية وكنت مرتاحا في صفي وجوه. كان لي أصدقاء كثيرون في المدرسة. بعضهم من إيران والآخرين من أفغانستان. لم أكن أشعر أني مختلف بينهم وكنت مرتاحا جدا معهم. كانت تجمعنا صداقة مميزة بالرغم من كون بعضهم إيراني وبعضهم من أفغانستان. أبدا لم يسخر أحدنا من الآخر بسبب اختلاف جنسياتنا.
مرت سنتين منذ بدأت المثابرة في مدرسة باليونان. لست أشعر بتلك الصداقة أو الراحة في التعبير عما يشغلني. لم أتمكن من إنشاء أية صداقة في هذه المدرسة. أحيانا يسخر مني زملائي لأني من بلد آخر وبعضهم يخاف مني أيضا وأشعر بالأسف عليهم. حتى اليوم لم ألعب معهم كرة القدم ولم أشارك بأية نشاطات جماعية.
لما أكبر أريد أن أصبح جراح أعصاب ولن تقف أي من تلك العقبات حاجزا بيني وبين تحقيق أهدافي.
Add comment